مناهضون

حركة رواد النهضة لتحرير الأحواز

مكتب الإعلام

تقارير

طارق عزيز.. رمز الدبلوماسية العراقية

مناهضون

 

 

كان طارق عزيز رمزاً للدبلوماسية العراقية في عز مجدها، حيث خدم بلاده بإخلاص وعمل على تعزيز مكانتها الدولية، وبفضل حنكته السياسية ودرايته العميقة بالشؤون العالمية، تمكن من الحفاظ على علاقات متوازنة مع القوى العالمية، حتى في ظل الظروف الصعبة التي مر بها العراق، سيظل اسمه مرتبطاً بفترة تاريخية مهمة، حيث مثل صوت العراق في العالم بكل جدارة واحترافية.

 

وُلد طارق عزيز في عام 1936 في مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى لعائلة مسيحية كلدانية، وكان معروفاً بإلمامه العميق بالسياسة الدولية وشغفه بالدبلوماسية، وبفضل شخصيته المؤثرة، استطاع أن يلعب دوراً محورياً في رسم السياسة الخارجية للعراق خلال فترات معقدة، مما جعله أحد أبرز الوجوه التي رافقت النظام العراقي على الساحة الدولية.

 

فلم يكن طارق عزيز مجرد دبلوماسي تقليدي، بل كان مفكراً سياسياً ذا رؤية استراتيجية، انضم إلى حزب البعث العربي الاشتراكي في وقت مبكر من حياته، وسرعان ما لمع نجمه داخل الحزب، إذ تميز بحنكته السياسية وقدرته على التواصل مع مختلف الأطياف الدولية.

 

وأصبح أحد المستشارين الموثوقين للرئيس صدام حسين، وبرز كأحد الأصوات العراقية المهمة التي تدافع عن سيادة العراق وحقوقه على الساحة العالمية.

 

تقلد طارق عزيز منصب وزير الخارجية في عام 1983، خلال واحدة من أكثر الفترات تعقيداً في تاريخ العراق الحديث، وكانت المنطقة تغلي بالصراعات، خاصة الحرب العراقية الإيرانية التي اندلعت في عام 1980 واستمرت حتى 1988.

 

وفي ظل هذه الظروف الصعبة، استطاع عزيز أن يحافظ على توازن دبلوماسي دقيق بين مصالح العراق ومصالح القوى العالمية الكبرى.

 

كما كانت مهاراته في التفاوض تجعله محط أنظار العديد من الدول، خاصة الدول الغربية التي كانت تسعى لفهم مواقف العراق بشكل أعمق.

 

وكان طارق عزيز سفيراً لصوت العراق في العالم، خاصة في المحافل الدولية مثل الأمم المتحدة والمؤتمرات الدولية الكبرى.

 

ونجح في بناء علاقات دبلوماسية مع دول الغرب، حتى في ظل التوترات السياسية التي كانت تسود العلاقات بين العراق والدول الكبرى، وخاصة الولايات المتحدة، وكان يُنظر إليه كوجه العراق المعتدل والمتحضر، القادر على توضيح مواقف بلاده بأسلوب منطقي ودبلوماسي.

 

إلى جانب دوره الدولي، كان لطارق عزيز تأثير كبير على السياسة الداخلية العراقية بفضل مكانته المرموقة داخل النظام البعثي، كان أحد أعضاء الحكومة الذين يتمتعون بثقة الرئيس صدام حسين، ولعب دوراً حيوياً في القرارات السياسية الهامة التي اتخذتها الحكومة العراقية خلال الثمانينيات والتسعينيات.

 

وكانت رؤيته السياسية محورية في توجيه البلاد خلال فترات الحصار الدولي والعقوبات الاقتصادية التي فرضت على العراق بعد غزو الكويت في 1990.

 

ولا يمكن إنكار أن طارق عزيز كان أحد الشخصيات التي تركت بصمة واضحة على السياسة العراقية.

 

وكانت مواقفه تعكس روح الوطنية والاعتزاز بالهوية العراقية، فقد دافع بكل شراسة عن مواقف بلاده، وفي الوقت نفسه، حاول أن يجد حلولاً دبلوماسية للمشكلات الدولية التي واجهها العراق.

 

كما كان مدافعاً قوياً عن حقوق العراق في المنتديات الدولية، ولم يتوانَ في طرح مواقف بلاده بحزم وثقة.

 

ورغم انتهاء حقبة النظام الذي خدم فيه، يظل إرث طارق عزيز السياسي محط تقدير العديد من العراقيين والعرب، كان شخصية قادرة على التوفيق بين التعقيدات الدولية والمحلية، وترك وراءه إرثاً من الفكر السياسي والدبلوماسي الذي يمكن أن يُستفاد منه في الأجيال القادمة.

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *