مناهضون
يقف سجن شيبان شاهدًا على معاناة السجناء الأحوازيين الذين يقضون فيه فترات طويلة من الحبس وسط ظروف إنسانية قاسية وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، هذا السجن سيئ السمعة ليس مجرد مبنى يحتجز فيه السجناء، بل هو رمز للقمع الممنهج الذي يمارسه نظام الاحتلال الإيراني ضد أبناء الأحواز، في إطار سياساته الهادفة إلى إسكات صوت الحرية وقمع المطالبين بالكرامة والعدالة.
تاريخ سجن شيبان وموقعه:
يقع سجن شيبان شمال مدينة الأحواز العاصمة، ويُعرف رسميًا بسجن سبيدار، وبدأ نشاطه في احتجاز المعتقلين منذ سنوات طويلة، وتركزت سمعة هذا السجن السيئة بسبب استخدامه كأداة رئيسية لاستهداف النشطاء الأحوازيين والمدافعين عن حقوق الإنسان.
وغالبية المحتجزين فيه هم من أبناء الأحواز الذين يواجهون تهمًا تتعلق بالمشاركة في احتجاجات سلمية أو التعبير عن آرائهم السياسية والثقافية.
ظروف السجن القاسية:
يُعاني نزلاء سجن شيبان من ظروف قاسية ومخالفة لأبسط المعايير الدولية لحقوق الإنسان، تشمل هذه الظروف:
– الاكتظاظ الشديد: يضم السجن عددًا من السجناء يفوق طاقته الاستيعابية بكثير، ما يؤدي إلى تدهور الوضع الصحي والمعيشي للنزلاء.
– انعدام الرعاية الطبية: السجناء الذين يعانون من أمراض مزمنة أو إصابات نتيجة التعذيب يُحرمون من تلقي العلاج اللازم، مما يفاقم معاناتهم ويؤدي أحيانًا إلى وفاتهم.
– التعذيب الممنهج: يُعتبر التعذيب الجسدي والنفسي وسيلة رئيسية يستخدمها القائمون على السجن لانتزاع الاعترافات، أو لترهيب السجناء وإخضاعهم.
– الحرمان من الزيارات: كثير من السجناء يُمنعون من التواصل مع عائلاتهم لفترات طويلة، وهو ما يزيد من الضغط النفسي عليهم.
استهداف الأحوازيين:
سجن شيبان ليس مجرد مكان للاحتجاز، بل أداة للقمع العرقي والثقافي ضد الشعب الأحوازي، غالبية السجناء الأحوازيين يتعرضون للاعتقال التعسفي والمحاكمات غير العادلة بسبب مواقفهم السياسية أو محاولتهم الدفاع عن هويتهم الثقافية واللغوية، وتشمل التهم الموجهة إليهم “العمل ضد الأمن القومي” و”الدعاية ضد الدولة”، وهي تُستخدم كمبرر قانوني لقمع أي تحرك احتجاجي.
أحداث مروعة داخل السجن:
شهد سجن شيبان عدة انتهاكات بارزة، أبرزها الحادثة التي وقعت في أبريل 2020 عندما قُتل عدد من السجناء إثر احتجاجهم على سوء الظروف داخل السجن، كان ذلك خلال ذروة تفشي فيروس كورونا، حيث طالب السجناء بتحسين الظروف الصحية ومنع انتشار العدوى، لكن الرد كان عنيفًا، حيث قُمع الاحتجاج بالقوة المفرطة، ما أدى إلى مقتل وجرح العشرات.
المطالب الدولية والحقوقية:
أثارت الظروف داخل سجن شيبان انتقادات واسعة من قبل منظمات حقوق الإنسان، مثل منظمة العفو الدولية ومنظمة هيومن رايتس ووتش، وتطالب هذه المنظمات السلطات الإيرانية بالسماح بتفتيش السجن من قبل جهات مستقلة، وتحسين ظروف الاحتجاز بما يتماشى مع المعايير الدولية.