مناهضون
يبدو أن إيران تخوض مقامرة كبرى في المنطقة مع تصاعد الهجمات الصاروخية الباليستية، لتضع نفسها في مواجهة مع إسرائيل والغرب.
هذه الهجمات، رغم خطورتها، تأتي في ظل قناعة إيرانية بأن النظام العالمي الحالي يوفر لها مساحة للمناورة، مدعومة بعلاقاتها مع روسيا والصين.
وفي الوقت نفسه، يظل التساؤل قائمًا حول مدى قدرة إيران على الاستمرار في هذا النهج دون مواجهة تداعيات خطيرة، خاصة مع تزايد التوترات الإقليمية.
تصعيد تدريجي دون تكلفة واضحة
منذ سنوات، اختارت إيران نهج تسليح وكلائها في المنطقة واستخدامهم كأدوات لفرض تأثيرها دون تحمل تكلفة مباشرة.
بالإضافة إلى ذلك، استمر الحوثيون المدعومون من إيران في شن هجمات على دول الخليج، كما تدخل حزب الله في الحرب الأهلية السورية، بينما هاجمت الميليشيات العراقية المدعومة من إيران القوات الأمريكية مئات المرات منذ 2019.
اغتيال قاسم سليماني وتداعياته
والهجمات الإيرانية، بما فيها تلك التي استهدفت القوات الأمريكية في العراق، دفعت الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، إلى إصدار أمر باغتيال قائد فيلق القدس، قاسم سليماني، في غارة بطائرة بدون طيار عام 2020.
ورغم ذلك، لم تتراجع إيران بل استمرت في بناء قدرات وكلائها ببطء، مع شعورها المتزايد بالثقة في نجاحاتها.
تحقيق التهدئة عبر التهديد
تشعر إيران بأن تهديداتها المدروسة غالبًا ما تحقق التهدئة بدلاً من التصعيد، ومن خلال توريد الطائرات بدون طيار إلى روسيا لاستخدامها ضد أوكرانيا، تعزز طهران نفوذها على الساحة الدولية.
في المقابل، تعتقد أن دول الخليج لن تعارضها بشكل مباشر، خوفًا من تورطها في صراع مفتوح قد يهدد استقرارها.
الهجوم الصاروخي الأكبر
وفي الأول من أكتوبر، قامت إيران بما وصفه مراقبون بأكبر رهاناتها حتى الآن، من خلال شن هجوم صاروخي باليستي.
فتدرك طهران أن إسرائيل مستعدة للرد، وأنها تحظى بدعم الغرب، لكن النظام الإيراني يعتقد أنه أقوى من أي وقت مضى.
ففي ظل هذا السياق، يراهن النظام الإيراني على ضعف الغرب في ظل النظام العالمي المتعدد الأقطاب، حيث توازن روسيا والصين الولايات المتحدة، كما تفترض إيران أن مثل هذه الهجمات قد تخدم مصالحها في ظل هذه التوازنات الجديدة.