مناهضون
الأحواز ليست مجرد مكان على خارطة الشرق الأوسط؛ إنها قصة أرض طاهرة اغتُصبت، وشعب عربي عريق وجد نفسه منذ عام 1925 تحت سلطة غريبة سعت إلى محو هويته وطمس معالمه الثقافية، تقع الأحواز على ضفاف شط العرب والخليج العربي، وتتميز بثرواتها الزراعية والمائية والنفطية التي جعلتها مطمعاً للقوى الكبرى والإمبراطوريات المتعاقبة.
غير أنّ اللحظة الفاصلة في تاريخها كانت في أبريل 1925، حين اجتاحت قوات رضا خان بهلوي إمارة المحمرة وأسقطت حكم الشيخ خزعل الكعبي، لتبدأ رحلة طويلة من الاحتلال والتغيير القسري للهوية، ومنذ ذلك التاريخ، لم يهدأ الاحواز بل ظلّ مسرحاً للمقاومة والانتفاضات، وصوتاً يذكر العالم بقضية شعب يرفض الذوبان.
ـ الأهمية الجغرافية والاقتصادية:
موقع استراتيجي يربط بين العراق والخليج والهضبة الإيرانية.
أرض غنية بالأنهار مثل كارون والكرخة، ما جعلها سلة غذاء مهمة.
اكتشاف النفط عام 1908 غيّر المعادلة وجعلها محوراً لصراع القوى العظمى.
ـ التركيبة السكانية والهوية:
غالبية ساحقة من القبائل العربية.
لغة وهوية عربية متجذرة في المجتمع، مع ارتباط عاطفي وثقافي بالعالم العربي.
ـ الإمارة العربية المستقلة:
إمارة المحمرة تحت حكم آل كعبي حافظت على استقلال واسع.
الشيخ خزعل الكعبي (1861–1936) نجح في بناء تحالفات مع بريطانيا وإقامة علاقات مع القوى الإقليمية.
كانت الإمارة بمثابة جدار عربي في وجه التوسع الفارسي.
ـ صعود رضا خان:
انقلاب 1921 جعله الرجل الأقوى في إيران.
تبنّى سياسة مركزية صارمة تهدف لتوحيد البلاد بالقوة.
ـ النفط والتحولات الدولية:
مصالح بريطانيا النفطية دفعتها للتخلي عن تحالفها مع الشيخ خزعل.
الشركة الأنجلو-إيرانية للنفط رأت أن استقرار مواردها يمر عبر طهران، لا عبر إمارة عربية مستقلة.
ـ الانقضاض على الأحواز:
في ربيع 1925، أرسلت قوات رضا خان جيشاً إلى المحمرة.
اعتُقل الشيخ خزعل غدراً بعد دعوته لاجتماع مع ممثلين إيرانيين.
أُعلنت نهاية الإمارة وضم الإقليم رسمياً إلى إيران.
ـ الهوية والثقافة:
منع التعليم بالعربية وحظر استخدامها في المؤسسات الرسمية.
محاولات دمج قسري عبر نشر الثقافة الفارسية.
ـ الاقتصاد والثروات:
سيطرة الدولة على كامل النفط الأحوازي.
تهميش السكان العرب وإقصاؤهم من مناصب إدارية ومشاريع تنموية.
ـ الأمن والسيطرة:
عسكرة الأحواز بشكل كامل.
سياسات قمعية شملت الاعتقالات والإعدامات، وتحويل الأحواز إلى منطقة خاضعة للرقابة الدائمة.
-المقاومة عبر العقود
ـ ما بعد 1925: محاولات فاشلة لإعادة الشيخ خزعل أو أحد أبنائه إلى الحكم.
ـ الخمسينيات والستينيات: ظهور تنظيمات قومية متأثرة بروح القومية العربية.
ـ الثورة الإيرانية 1979: اندلاع انتفاضة كبرى، سرعان ما قمعت بالقوة، مخلّفة مئات القتلى.
ـ الحرب العراقية الإيرانية: الأحواز تحولت إلى ساحة صراع دموي، بينما استغلت طهران الحرب لتشديد قبضتها.
ـ الاحتجاجات الحديثة (2005–2019–2021): هبّات متكررة رفعت شعارات الحرية، الهوية العربية، وإنهاء التهميش.
-الأبعاد الإقليمية والدولية:
البعد العربي: ورغم أن الأحواز قضية عربية بامتياز، إلا أن الانقسام العربي والضغوط الدولية جعلاها في الهامش.
البعد الإيراني: تعتبر طهران الأحواز شريانها الاقتصادي الرئيسي، حيث ينتج الأحواز أكثر من ثلثي نفط إيران.
البعد الدولي: القوى الكبرى لم تُعر اهتماماً بالقضية، مكتفية بضمان تدفق النفط واستقرار إيران كحاجز أمام نفوذ خصومها.