مناهضون

حركة رواد النهضة لتحرير الأحواز

مكتب الإعلام

بحوث ودراسات

الاحتلال وتعطيش الأحواز

مناهضون

 

 

تعد قضية الأحواز من أبرز القضايا القومية والإنسانية التي تعكس الممارسات القمعية لإيران تجاه الشعوب غير الفارسية في أراضيها، ومن بين هذه الممارسات، تأتي سياسة تعطيش الأحواز كإحدى أدوات التهجير القسري والضغط الاقتصادي والسياسي على سكان الأحواز حيث تعمدت سلطات الاحتلال الإيراني على مدى عقود تجفيف الأنهار ونقل المياه إلى مناطق أخرى، ما تسبب في أزمات بيئية وإنسانية خطيرة.

 

إن الأحواز، ذات الموقع الاستراتيجي والموارد الطبيعية الغنية، تعد مركزًا اقتصاديًا هامًا، لكن سكانها يعانون من الإقصاء والتمييز المنهجي الذي تجلى بشكل واضح في سياسات المياه.

 

 

◄أهمية المياه في الأحواز

 

– الموقع الجغرافي والطبيعي:

يقع الأحواز جنوب غرب إيران، ويتميز بخصوبته ووفرة الأنهار التي كانت تشكل رافدًا أساسيًا للحياة الزراعية والصناعية في المنطقة، ومن أهم هذه الأنهار:

نهر كارون: أكبر وأطول نهر في إيران، وهو المصدر الرئيسي للمياه العذبة في الأحواز.

نهر الكرخة: يعد ثاني أهم نهر في المنطقة، لكنه تعرض لتجفيف متعمد من قبل سلطات الاحتلال الإيراني.

نهر الجراحي: كان يغذي الأراضي الزراعية، لكنه جف بسبب السدود وتحويل مجراه.

 

– أهمية المياه في الحياة الاقتصادية والاجتماعية

المياه ليست مجرد مورد طبيعي في الأحواز، بل هي العمود الفقري للحياة الاقتصادية والاجتماعية.

حيث يعتمد السكان بشكل أساسي على الزراعة والصيد وتربية المواشي، وتساهم الموارد المائية في تشغيل العديد من الصناعات الحيوية مثل صناعة السكر والبتروكيماويات.

ومع ذلك، فإن السياسات الإيرانية تجاه المياه قضت على هذه الأنشطة وجعلت الحياة في الأحواز صعبة للغاية.

 

 

◄سياسات إيران في تعطيش الأحواز

 

– تحويل مجاري الأنهار:

بدأت إيران منذ عقود بتنفيذ مشاريع نقل مياه ضخمة من الأحواز إلى مناطق فارسية مثل أصفهان ويزد، مما أدى إلى نقص حاد في المياه داخل الإقليم، وقد شملت هذه المشاريع:

مشروع نقل مياه كارون، الذي تسبب في انخفاض منسوب المياه الجوفية.

قنوات المياه إلى المناطق الفارسية، حيث تم بناء قنوات صناعية ضخمة لتحويل المياه بعيدًا عن الأحواز.

 

 

– بناء السدود:

استخدمت إيران السدود كوسيلة لخنق الأنهار وتجفيف الأراضي الزراعية في الأحواز، ومن بين أهم السدود التي ساهمت في تعطيش المنطقة:

-سد كوجار

-سد الدز

-سد الكرخة

حيث أدت هذه السدود إلى قطع تدفق المياه نحو الأراضي الزراعية، مما أدى إلى هلاك المحاصيل وتهجير المزارعين.

 

 

– تلويث المياه وتدمير البيئة:

بالإضافة إلى تجفيف الأنهار، قامت إيران بتلويث المياه المتبقية عبر تصريف النفايات الصناعية والكيماوية في الأنهار الأحوازية، مما جعلها غير صالحة للشرب أو الزراعة.

 

 

◄الآثار البيئية والاقتصادية لتعطيش الأحواز

 

– التأثيرات البيئية:

جفاف الأراضي الزراعية: أدى نقص المياه إلى تدمير مساحات واسعة من الأراضي الخصبة.

التصحر: ساهمت سياسة تجفيف الأنهار في انتشار ظاهرة التصحر وزيادة العواصف الرملية.

تدهور الحياة البرية: تأثرت الثروة السمكية والحيوانية بسبب فقدان مصادر المياه الطبيعية.

 

 

– التأثيرات الاقتصادية:

انهيار القطاع الزراعي: كان الأحواز يعرف بإنتاجه الزراعي الوفير، لكن بسبب التعطيش تراجع هذا القطاع بشكل كبير.

ارتفاع معدلات البطالة: مع انهيار الزراعة، فقد آلاف الأحوازيين مصادر دخلهم، مما زاد من الفقر والتهميش.

الهجرة القسرية: اضطر العديد من الأحوازيين إلى الهجرة إلى المدن الفارسية أو خارج إيران بحثًا عن فرص أفضل.

 

◄ردود الفعل والمقاومة الأحوازية

 

– الاحتجاجات الشعبية:

شهدت الأحواز احتجاجات واسعة ضد سياسات التعطيش، وكان أبرزها مظاهرات عام 2021 التي خرج فيها الآلاف مطالبين بحقوقهم المائية، لكنها قوبلت بالقمع والاعتقالات.

 

– التحركات الحقوقية والإعلامية:

سعت المنظمات الأحوازية في الخارج إلى توثيق هذه الجرائم ورفعها إلى المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة.

تم إطلاق حملات إعلامية لفضح السياسات الإيرانية أمام الرأي العام العالمي.

 

– الحلول البديلة لمواجهة الأزمة:

حفر الآبار: رغم المخاطر، لجأ السكان إلى حفر آبار للحصول على مياه بديلة.

إعادة تدوير المياه: بدأت بعض المجتمعات الأحوازية باستخدام طرق بديلة مثل تحلية المياه.

تشكيل لجان شعبية لحماية الموارد المائية: تعمل بعض المبادرات المحلية على حماية ما تبقى من الموارد المائية عبر الضغط الشعبي.

 

◄الأبعاد السياسية والجيوسياسية لتعطيش الأحواز

 

– الهدف الإيراني من تجفيف الأحواز:

تستخدم إيران سياسة التعطيش كأداة ضغط سياسي وأمني تهدف إلى:

-إضعاف الهوية القومية الأحوازية عبر تدمير مقومات الحياة في الإقليم.

-فرض التهجير القسري ودفع السكان للهجرة بحثًا عن الماء والغذاء.

-تعزيز سيطرة الدولة على الموارد الطبيعية واستخدام المياه كورقة مساومة سياسية.

 

– الأثر الإقليمي والدولي:

يؤثر تعطيش الأحواز على الاستقرار الإقليمي، حيث قد تؤدي أزمة المياه إلى صراعات أكبر بين إيران ودول المنطقة.

تسلط المنظمات الحقوقية الدولية الضوء على هذه القضية، مما يزيد من الضغوط على نظام الاحتلال الإيراني.

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *