مناهضون

حركة رواد النهضة لتحرير الأحواز

مكتب الإعلام

تقارير

لها تداعيات كبرى.. ماذا وراء صفقة الأسلحة السرية بين أرمينيا وإيران؟

مناهضون

 

 

تشهد منطقة جنوب القوقاز توتراً متزايداً إثر تقارير إعلامية كشفت عن صفقة أسلحة سرية بين أرمينيا وإيران بقيمة 500 مليون دولار.

حيث تأتي هذه الصفقة في ظل تطورات استراتيجية مهمة تهدف إلى تعزيز نفوذ طهران في المنطقة، وتثير قلقاً عميقاً بين القوى الإقليمية الأخرى، لا سيما أذربيجان وتركيا وإسرائيل.

وتتضمن الصفقة تقنيات عسكرية متقدمة، بما في ذلك الطائرات بدون طيار وأنظمة الدفاع الجوي، مما يشير إلى تحول جديد في ميزان القوى في المنطقة.

 

 

تعزيز النفوذ الإيراني وتأثير الصفقة على التوازن الإقليمي

تُعد الصفقة العسكرية بين أرمينيا وإيران تطورًا استراتيجيًا هامًا في منطقة جنوب القوقاز. في ظل الصراع التاريخي والتوترات القائمة بين أرمينيا وأذربيجان، يمكن لهذه الصفقة أن تؤدي إلى إحداث تحولات كبيرة في موازين القوى.

فأذربيجان، التي حققت انتصارات مهمة في صراع ناغورنو كاراباخ عام 2020 بفضل أسطولها المتقدم من الطائرات بدون طيار، تجد نفسها الآن أمام تحدي جديد قد يقلل من تفوقها الجوي، إذ أن الدعم الإيراني لأرمينيا يمكن أن يحد من الميزة النسبية التي تتمتع بها في أي مواجهات مستقبلية.

 

 

العلاقات الأرمينية الإيرانية

تشترك أرمينيا وإيران في تاريخ طويل من التفاعلات الثقافية والاقتصادية التي تعززت عبر قرون من التجارة والتعاون الثنائي.

فعلى الرغم من التوترات الإقليمية والضغوط الدولية، استطاعت الدولتان الحفاظ على علاقات قوية قائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.

هذه العلاقة تعززت في السنوات الأخيرة، خصوصاً بعد صراع ناغورنو كاراباخ، الذي كشف عن هشاشة موقف أرمينيا وعزز حاجتها لتنويع مصادر تسليحها.

وفي هذا السياق، برزت إيران كشريك استراتيجي لأرمينيا، خاصة في ظل العزلة الاقتصادية التي تعاني منها يريفان بفعل الحصار التركي-الأذربيجاني.

 

 

تحالفات جديدة وتحديات مستجدة

تعكس الصفقة العسكرية بين إيران وأرمينيا تغييرات جوهرية في تحالفات المنطقة.

فبينما كانت روسيا الحليف التقليدي لأرمينيا، فإن ترددها في دعم يريفان بالكامل بعد صراع 2020 خلق فراغاً استراتيجياً تسعى إيران لملئه.

من جهة أخرى، تنظر تركيا وإسرائيل، الداعمتان الرئيسيتان لأذربيجان، بقلق إلى هذا التحالف الجديد، إذ يمكن أن يؤدي إلى تصاعد التوترات واندلاع مواجهات جديدة في المنطقة.

يُذكر أن إيران تنظر بعين الريبة إلى التعاون العسكري بين أذربيجان وإسرائيل، الذي يشمل عمليات استخباراتية قد تستهدف طهران.

 

 

ممر زانجيزور

من بين القضايا الإقليمية الأكثر إثارة للجدل هو مشروع ممر زانجيزور، الذي يهدف إلى ربط أذربيجان بجيب نخجوان عبر الأراضي الأرمينية، متجاوزاً بذلك الطرق الإيرانية.

هذا المشروع يُنظر إليه على أنه تهديد استراتيجي لإيران، حيث يمكن أن يحرمها من عائدات العبور ويشعل الصراع بين أرمينيا وأذربيجان.

والتصريحات الأخيرة للرئيس الأذربيجاني إلهام علييف حول احتمال استخدام القوة لإنشاء هذا الممر تزيد من احتمالية نشوب صراع جديد، مما يجعل المنطقة في حالة تأهب دائمة.

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *