مناهضون

حركة رواد النهضة لتحرير الأحواز

مكتب الإعلام

بحوث ودراسات

للتاريخ جريمة.. مجزرة مساجد “أهل السنة” في إيران

مناهضون

 

|◄الأحواز نموذجاً

|◄حرب على التاريخ

|◄إعدامات وإعتقالات

|◄منّهجية اضطهاد أهل السنة

|◄ذراع طهران لاضطهاد سنّة الخارج

|◄قائمةٌ المساجد التي أزالتها جرّافات المرشد الأعلى

 

تعاني مساجد أهل السنة والجماعة والمعالم الإسلامية في كافة أنحاء جغرافيا سياسية ما تسمى إيران ولاسيما العُمق الفارسي من حملة هدم تشنّها حكومة الملالي القابضة على سدة الحكم في طهران، في محاولة منها لإحداث تجانس ثقافي يستند إلى هيمنة الشيعة المطلقة على البلاد.

 

وأفادت عدة تقارير صحفية إيرانية بأن مساجد أهل السنة في جغرافيا سياسية ما تسمى إيران تتعرض للهدم بالجرافات، اخرهم مسجدًا لأهل السنة تم تشييده حديثًا في قرية “أحمد آباد صولت” بمدينة تربت جام شمال شرقي البلاد، رغم أنه كان من المفترض أن تنظر محكمة محلية في التماس بوقف خطط إدارة القرية، وفق إمام المسجد.

ومع أن هذا الحادث كان جديرا بأن يثير غضب الرأي العام، فإنه بالكاد تصدّر عناوين الأخبار، ذلك لأن تدمير الصروح والمباني باستخدام الجرافات بات أمرا عاديا في جغرافيا سياسية ما تسمى “إيران” وفقد عنصر الصدمة.

 

|◄حرب على التاريخ

ويلفت التقرير إلى أن مصير المسلمين “السنة” في إيران وصل إلى لحظة فارقة، حيث قدمت جماعات شيعية متطرفة في الحرس الثوري الإيراني وقوات التعبئة “الباسيج” عشرات الالتماسات ضد مساجد أهل السنة في جميع أنحاء البلاد.

وشهدت السنوات الأخيرة أيضا عودة مجموعة غير رسمية من المتطوعين المتطرفين من الشيعة الصفوية إلى ممارسة أنشطتها باستغلال المواكب الدينية لفرض سيطرتها على دور العبادة الإسلامية، بما في ذلك مساجد أهل السنة والجماعة.

كما أصدرت السلطات القضائية التابعة للاحتلال الإيراني في تاريخ  19 جمادى الأولى 1429 هـ الموافق 24 مايو 2008 م، حكماً بالسجن 7 سنوات على إمام المسجد الوحيد لأهل السنّة في بلدة القصبة، بالقرب من مدينة عبادان بإقليم الأحواز المحتل من قبل إيران، وأمرت بإغلاق اخر مسجد لأهل السنة في الأحواز وهو مسجد “الإمام الشافعي” بعد اعتقال عدد من المصلّين فيه.

وجاء إغلاق المسجد وسجن إمامه الشيخ عبدالحميد الدوسري، بعد أن رفض مغريات عدة عرضها عليه مسؤولون في دولة الاحتلال الفارسية بإقليم الأحواز؛ بهدف دفعه لإغلاق المسجد الوحيد لأهل السنّة في البلدة ومغادرة المنطقة، إلا أن الشيخ كان يرفض ذلك مرارًا.

واتهمت محكمة إيرانية الشيخ الدوسري، البالغ من العمر 57 عاماً، بـ “نشر الأفكار السلفية، والدعاية للوهابية” حسب زعم قضاء الاحتلال الإيراني.

وفي أغسطس 2010م تم إغلاق آخر مسجد في الأحواز للـ “السنة” وهو مسجد “الإمام الشافعي” الواقع في “قصبة النصار” بالقرب من مدينة “عبادان”.

 

|◄منع السنة من الحقوق السياسية والاجتماعية والمدنية

على الرغم من أن أهل السنة في جغرافيا سياسية ما تسمى “إيران” يشكلون ثلث السكان؛ أي نحو 25 إلى 30 مليونا، فإنهم يمنعون من إقامة أي مسجد لهم في طهران وغيرها من المدن الكبرى الشيعية، حيث كان مسجد “نبي الرّحمة”  آخر مساجد السنّة في العاصمة الإيرانية طهران، هدمه نظام الملالي منتصف العام 2015، ليبقى أكثر من مليون مسلم سُني بلا أيِّ مسجدٍ في دولةٍ تتخذ من الإسلام دينا رسميا لها.

وتعتبر طهران العاصمة الوحيدة في العالم تقريبا التي لا يوجد فيها مسجد واحد للسنة، مع وجود عشرات الأديرة والكنائس والمعابد لليهود والنصارى والهندوس والمجوس، هذا فضلا عن عدم إشراك السنة في الحكم، ومنعهم حقوقهم السياسية والاجتماعية وحتى المدنية، وهدم مساجدهم ومدارسهم الدينية، واضطهادهم المبرمج، وإبادة رموزهم بشتى الطرق، وباسم الوحدة الإسلامية تقية ونفاقاً.

 

 

|◄قائمةٌ طويلة من المساجد التي أزالتها جرّافات المرشد الأعلى من الوجود، ومن أبرز المساجد التي أُزيلت:

 

مسجد الإمام الشافعي

منذ وصول نظام العمائم إلى الحكم قبل أربعين عاماً، وضع الخميني حجر الأساس لهدم مساجد أهل السُنّة، لتكون البداية مع مسجد الإمام الشافعي في الأحواز عام 1981، اقتحمت ميليشيات الحرس الثوري المسجد، ختمته بالشمع الأحمر، ثٌم تم إعادة فتحة، حتى إغلاقه نهائياً في عام 2010م، وتحوّل لجزءاً من أملاكها.

مسجد الشيخ فيض 

يُعتبر واحداً من أشهر مساجد السنة الموجودة في جغرافيا سياسية ما تسمى إيران، ويزيد عمره على مئة عام، لم يستطع مُعمّموا إيران تحمل وجود مسجدٍ يجتمع به أهل السّنة، خصوصاً وأنّه تحوّل إلى مركز إشعاعٍ فكري وديني، يجتمع به علماء السنّة من أنحاء إيران، وتنطلق منه وفود الحج إلى الأراضي المُقدسة.

في شهر يناير من العام 1994؛ صدرت الأوامر بضرورة هدمِ مسجد الشيخ فيض، لم تتأخر جرّافات الحرس الثوري بتنفيذ تلك الأوامر، حينها اعترض السُنّة على عملية الهدم، وفي المسجد المكي بمدينة زاهدان تجمّع عشرات المُعترضين، لم تنتظر قوّات الحرس الثوري كثيراً حتى اقتحمت المسجد وقتلت العشرات من المُعترضين هناك.

مسجد بونك

فجر التاسع والعشرون من شهر تموز لعام 2015 أحاطت قوّاتٌ من الشرطة وميليشيات الحرس الثوري بمسجد بونك غرب طهران، لتقوم الجرّافات بهدم ذلك المسجد، وقبل ذلك بساعاتٍ قليلة؛ داهمت مجموعة من مخابرات الملالي منزل إمام المسجد وصادرت هاتفه المحمول وفتشت منزله ومنازل العشرات من مُرتادي المسجد.

قوّات الأمن الإيرانية وقبل أشهر من الإغلاق النهائي للمسجد؛ أقفلته بالشمع الأحمر، وحتى بعد فكِّ الشمع الأحمر؛ لم يُسمح للسُنّة في طهران بإقامة صلوات الجمعة والأعياد والتراويح، ليأتي الإغلاق النهائي ويُنهي أملٍ السنة في طهران بامتلاك أيِّ مسجد.

مسجد إیرانشهر

آخر المساجد التي قام نظام الولي الفقيه بهدمها كان مسجد مدينة “إيرانشهر” مطلع عام 2021، وهو المسجد الوحيد الموجود في مدينة إيرانشهر بإقليم سيستان وبلوشستان المحتل من قبل إيران وذات الغالبيّة السنيّة، قالت مصادر في المدينة إنّ أمر إزالة المسجد صدر من ميليشيات الحرس الثوري، لإلحاقه بممتلكات تلك الميليشيا في المدينة.

 

|◄الإعدامات والاعتقالات

يعاني أهل السُنة في جغرافيا سياسية ما تُسمى إيران من اضطهاد ممنهج من قبل السلطات الإيرانية، فعلاوة على انعدام التنمية فيها، مقارنة بالمحافظات الأخرى التي ينتمي أبناؤها إلى “الزرادشتية”، فإنهم يتعرضون لحملات تنكيل مخيفة! قالت منظمة العفو الدولية في تقرير صدر في نوفمبر 2015م: إن هناك 2900 حالة إعدام في إيران، أغلبها بدواعٍ سياسية.

ولعل أبرزها الاغتيالات، فقد اغتيل أحد مشايخ أهل السنة “محمد صالح علي مرادي” في مدينة “ثلاث باباجاني” الواقعة في محافظة باختران (كرمان شاه) الكردية يوم 27/ 2/ 2015م على يد مسلحين مجهولين. كما قامت الدولة الفارسية، بتنفيذ جريمة الإعدام بحق 6 نشطاء إسلاميين كُرد فجر يوم 4/ 3/ 2015م، بتهمة “محاربة الله ورسوله”. وهناك 28 من النشطاء الإسلاميين الكُرد يقبعون في سجن رجائي شهر، حكم عليهم جميعاً بالإعدام، وينتظرون تنفيذ الحكم.

|◄”فيلق القدس” ذراع طهران لاضطهاد سنّة الخارج

في منتصف العام 2015 أطلق وزير الاستخبارات الإيراني الأسبق حيدر مصلحي رصاصة الرحمة على توصيف العلاقة بين إيران وجاراتها العربية بقوله: إن إيران تسيطر على 4 عواصم عربية، بغداد ودمشق وصنعاء وبيروت بأيدينا، ثورتنا لا تعرف الحدود، هي لكل شيعي في العالم.

اتخذت إيران بعد هذه التصريحات مسعى واضحًا تجاه الحرب في سوريا والعراق واليمن، فقائد فيلق القدس الهالك قاسم سليماني ظهر علانية يقود المعارك في حلب السورية وديالى العراقية، ولا يخفي دعمه للحوثيين وإمدادهم بالمشورة السياسية والعسكرية؛ ما دفع مراقبون تسمية الجنرال قاسم سليماني الذي اغتيل في قصف صاروخي أمريكي، استهدف موكبا لمليشيا مدعومة من إيران في مطار بغداد “بعصا إيران في المنطقة”.

 

مشاركة المقال

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *