مناهضون

حركة رواد النهضة لتحرير الأحواز

مكتب الإعلام

بحوث ودراسات

15 أبريل.. انتفاضة الكرامة في الأحواز

مناهضون

 

 

في فجر الخامس عشر من أبريل عام 2005، اندلعت شرارة ما عُرف لاحقًا بـ”انتفاضة الكرامة” في الأحواز العربي والتي مثلت نقطة تحوّل في تاريخ نضال الشعب الأحوازي، إذ كشفت عن عمق الرفض الشعبي لسياسات التمييز والتهجير الممنهجة التي تنتهجها سلطات الاحتلال الإيراني، وأعادت القضية الأحوازية إلى واجهة الاهتمام العربي والدولي.

 

 

أولًا: الخلفية التاريخية والسياسية للانتفاضة

يعود النزاع بين الشعب الأحوازي والدولة الإيرانية إلى عام 1925، عندما أسقطت القوات الإيرانية بقيادة رضا شاه الدولة الأحوازية المستقلة، واعتقلت أميرها الشيخ خزعل الكعبي.

 

منذ ذلك التاريخ، خضع الاحواز لسياسات قمعية تستهدف طمس الهوية العربية ومصادرة حقوق السكان الأصلانيين، عبر أدوات شملت:

 

-تغيير أسماء المدن والمعالم من عربية إلى فارسية.

-حظر التعليم باللغة العربية.

-تهجير السكان الأصليين وجلب مستوطنين فارسيين.

-التهميش الاقتصادي والتنموي للسكان العرب.

 

 

ثانيًا: أسباب اندلاع انتفاضة 15 أبريل 2005

 

جاءت الانتفاضة كرد فعل على تراكمات طويلة من الظلم والاضطهاد، لكن الشرارة المباشرة كانت تسريب وثيقة رسمية منسوبة إلى مكتب الرئيس الإيراني آنذاك محمد خاتمي، تكشف عن خطة سرية لتغيير التركيبة السكانية في الأحواز لصالح الفُرس، من خلال تهجير العرب وتوطين غير العرب، وتقليص نسبتهم إلى أقل من الثلث خلال عشرة أعوام.

 

هذا التسريب أحدث صدمة كبيرة في الأوساط الأحوازية، ودفع الآلاف إلى النزول للشوارع احتجاجًا، خاصة في مدينة الأحواز العاصمة وبلدات مثل الخفاجية، الفلاحية، المحمرة، والحميدية.

 

 

ثالثًا: مجريات الانتفاضة وقمعها

 

استمرت الاحتجاجات قرابة أسبوعين، واجهتها سلطات الاحتلال الإيراني باستخدام مفرط للقوة، فانتشرت قوات الأمن والباسيج والحرس الثوري، وارتُكبت انتهاكات واسعة منها:

 

-إطلاق النار الحي على المتظاهرين السلميين.

-اعتقال المئات من النشطاء والمواطنين، بمن فيهم أطفال.

-تنفيذ إعدامات ميدانية، وأخرى لاحقة بحق معتقلين.

-فرض حالة الطوارئ وقطع الاتصالات.

وبحسب منظمات حقوقية، قُتل أكثر من 60 متظاهرًا، واعتُقل قرابة ألف شخص، كما تعرّض عدد كبير منهم للتعذيب والمحاكمات الجائرة التي انتهت بها المطاف إلى احكام المؤبد والإعدام.

 

 

رابعًا: نتائج وتداعيات الانتفاضة

 

رغم قمع الانتفاضة، إلا أن آثارها كانت عميقة ومستمرة:

 

إعادة إحياء الهوية الأحوازية: شكّلت الانتفاضة منعطفًا في الوعي الجمعي، وأكدت أن الشعب الأحوازي ما زال متمسكًا بعروبته وحقوقه.

بروز نخب شبابية جديدة: برز جيل من النشطاء الشباب الذين قادوا العمل السلمي والإعلامي مناوئ للاحتلال الإيراني.

دخول الأحواز على أجندة الإعلام العربي والدولي: لأول مرة، تناولت وسائل الإعلام القضية الأحوازية بشكل أوسع، وكُسرت حالة التعتيم الإيراني.

تصعيد في السياسات الإيرانية: ردّت السلطات بمزيد من التهجير وبناء مستوطنات فارسية، وتسريع مشاريع نقل مياه الأنهر الأحوازية إلى مناطق فارسية.

 

 

خامسًا: التقييم والدروس المستفادة

 

أهمية الانتفاضة تكمن في:

 

-أنها أبرزت أن الهوية لا تُمحى بالقوة، وأن محاولات الهندسة الديموغرافية مصيرها الفشل أمام إرادة الشعوب.

-أنها كشفت للعالم مدى وحشية النظام الإيراني، وضرورة دعمه لحقوق الشعوب غير الفارسية.

-أنها دفعت الشعوب الغير الفارسية إلى التقارب والتنسيق لمواجهة نظام طهران الإمبريالي.

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *