مناهضون
مع استمرار الاضطرابات في سوريا، برزت خلال الأسابيع الأخيرة جماعة عسكرية جديدة تحمل اسم المجلس العسكري، يُعتقد أنها موالية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.
ورغم عدم إعلان هذه الجماعة مسؤوليتها عن أي عمليات عسكرية ضد قوات الأمن، يرى مراقبون أن توقيت الإعلان عن تأسيسها يحمل دلالات واضحة على وجود تنسيق محتمل مع جهات أمنية أو عسكرية داخل النظام.
هذا التطور يثير العديد من التساؤلات حول الدور الحقيقي لهذه القوة الجديدة، وما إذا كانت محاولة من النظام لإعادة هيكلة بعض الفصائل المسلحة أو توجيه رسالة إلى خصومه بأن هناك قوى جديدة تدخل ساحة الصراع.
قيادة ذات جذور عميقة داخل الجيش السوري:
يقود هذا المجلس العسكري العميد غياث دلة، وهو ضابط علوي بارز شغل منصبًا رفيعًا في الفرقة الرابعة المدرعة، التي كانت تحت قيادة ماهر الأسد، شقيق الرئيس السوري.
وتعد الفرقة الرابعة واحدة من أكثر التشكيلات العسكرية نفوذًا داخل الجيش السوري، إذ لعبت دورًا رئيسيًا في عمليات القمع التي طالت المعارضة السورية خلال سنوات الحرب.
ورغم أن المعلومات حول نشاط غياث دلة الحالي قليلة، فإن بعض التقارير تشير إلى أنه لا يزال في سوريا، ما يفتح الباب أمام تكهنات بشأن دوره في التوجيه أو الإشراف على عمليات هذا المجلس العسكري الجديد.
تأثيرات الحملة الإعلامية المرافقة:
بالتوازي مع الإعلان عن المجلس العسكري، يشير محللون إلى وجود حملة إعلامية منظمة من قبل حسابات موالية للنظام، تهدف إلى بث الخوف والترويج لقوة عسكرية جديدة قادرة على التأثير في المشهد السوري.
في هذا السياق، يقول جريجوري ووترز، الباحث السوري المختص في الجماعات المسلحة، إن النظام السوري لطالما استخدم الدعاية الإعلامية كسلاح فعال لإضعاف خصومه وخلق حالة من القلق داخل الأوساط المعارضة.
وأضاف أن هذه الحملات الإعلامية قد تكون مدعومة من جهات خارجية، خصوصًا مع انتشار مواد إعلامية ذات طابع احترافي تشير إلى وجود تمويل وتنظيم متطور.
هل يمثل المجلس العسكري تحولًا جديدًا في سوريا؟
حتى الآن، لم يعلن المجلس العسكري الجديد عن أي عمليات كبرى، لكن ظهور هذه الجماعة العسكرية في هذا التوقيت يشير إلى احتمالية أن يكون النظام يعيد ترتيب أوراقه، إما عبر تشكيل قوة موالية جديدة تعمل بأسلوب غير رسمي، أو عبر منح بعض القيادات السابقة مساحة للحركة ضمن استراتيجيات أمنية جديدة.