مناهضون
“التلوث البيئي وإعراض الأحوازيين لمخاطر صحية”.
“مشاريع الحرس الثوري الإيراني”.
“الماشية تنفق والأسماك تموت”.
“الأحواز تموت عطشًا”.
“تجفيف هور العظيم”.
الأحواز تموت عطشًا، حيث تتواصل حرب المياه التي تشنها سلطات الاحتلال ضد الأحوازيين، لإجبارهم على الهجرة من أرضهم، وذلك عبر تجفيف مصادر المياه وتلويثها أو تحويل مسارها تجاه العمق الفارسي، وبالرغم من الموارد المائية الضخمة التي يمتلكها إقليم الأحواز المحتل من قبل إيران التي تشكل حوالي 33٪ من ثروة إيران المائية، فإنه يعاني الإقليم أزمة مائية خطيرة نتيجة سياسة نظام طهران المتمثلة في تجفيف الأنهار والأهوار الأحوازية.
◄“التلوث البيئي”:
تسببت هذه السياسة الممنهجة من قبل دولة الاحتلال الفارسية في ارتفاع معاناة منطقة الأحواز من التلوث، ومنذ العام 1979م، واجه نهر كارون وحده أكثر من 400 حادث تلوث خطير.
حيث يتعمد النظام الإيراني المتمثل بنظام الملالي الإرهابي القابض على زمام السلطة في طهران إلى تحويل المياه من المسار الرئيسي لأنهار الأحواز مثل “كارون وكرخة والجراحي” وضخها إلى المدن الفارسية الوسطى مثل مُدن أصفهان ويزد وقم والخ..
ويحدث ذلك في الوقت الذي يُحرم فيه المزارعون العرب من استخدام المياه ويواجهون سياسة التفقير والعزلة والتهجير. كما تسببت هذه السياسة في جعل المنطقة واحدة من أكثر المناطق تلوث بيئي و حرارة في العالم.
وتوجد حاليا سبعة سدود وأنفاق تحول مياه كارون إلى 19 سد تحت الإنشاء، إضافة إلى سدود على حوض نهر الكرخه وخمسة سدود على حوض نهر الجراحي، كما لعبت هذه السدود دوراً رئيساً في زيادة تلوث الأحواز، وتعتبر جغرافية ما تسمى بإيران واحدة من أكبر عشرة منتجين للغازات الدفيئة.
◄“تجفيف هور العظيم باوامر من المجلس الأعلى للأمن القومي برعاية خامنئي”:
كما أقدم الاحتلال الفارسي على فعل مُفجع آخر، بتجفيف هور العظيم أحد أكبر أهوار الأحواز، فأحرق المحتل الإيراني أكثر من ٢٨ ألف هكتار من أراضي الهور.
وفي هذا السياق حذّر خبراء ونشطاء بيئة من أن تجفيف هور العظيم، الذي يقع ضمن الحدود المشتركة بين العراق والأحواز، سيحدث أضراراً تمتد إلى دول الخليج العربي، ومنها العراق والكويت، موضحين أن خور الحويزة سيصبح المصدر الرئيسي للعواصف الترابية السامة بسبب وجود شركات النفط في هذه المناطق.
كما أعلنت معصومة ابتكار الرئيسة السابقة لمنظمة حماية البيئة التابعة للنظام الإيراني أن الإعلان عن تجفيف هور العظيم كان لأجل إستخراج النفط، وفي عام 2010 ، تم إغلاق الهور تماما.
كما أوضح أحمد رضا لاهيجان زاده نائب مدير البيئة البحرية في وكالة حماية البيئة التابعة لنظام الملالي: كان تجفيف هور العظيم بإذن من المجلس الأعلى للأمن القومي لصالح شركة النفط الصينية، وقد عرضت بكين تجفيف الهور لجعل المشروع أقل تكلفة.
وفي تلك الأرض الخصبة، أصبحت الأنهار مثل الكرخة وكارون والجراحى، وكذلك المستنقعات مثل هور العظيم وهور الحويزة وهور الفلاحية، تعاني من الجفاف القاتل وكأنها تكافح الموت.
◄“اعراض الأحوازيين لمخاطر صحية بفعل سياسات الاحتلال”:
وأظهرت الإحصاءات الأخيرة التي نُشرت، أن إيران ضمن الـ7 دول الملوثة في العالم. ومع ذلك، فإن معظم التلوث ينتشر في الأحواز العربية المحتلة من قبل إيران، ووصلت كمية الجسيمات المحمولة جواً في جغرافية سياسية ما تسمى إيران إلى مستويات مرتفعة جداً، لتبلغ ثالث أعلى نسبة في العالم.
واعتبرت منظمة الصحة العالمية WHO، في عام 2019، مدينة الأحواز الأكثر تلوثًا في العالم، وذكرت أن الجسيمات العالقة في هذه المدينة وفقًا للمقياس “PM10” تبلغ 372 ميكروجرامًا في المتر مكعب.، وتأتي الحميدية ثانياً بـ669 كثاني أكبر مدينة ملوثة في الاحواز، ومعشور 498، والمحمرة 471، والفلاحية 413، والقنيطرة 96 ومدينة سوس 89 ميكروغرام لكل متر مكعب. وفي المؤشرات الصحية، يسجل متوسط العمر المتوقع في الأحواز الحد الأدنى في جغرافية إيران السياسية.
ويعاني المواطنون الأحوازيون مستويات عالية من أمراض الجهاز التنفسي والسرطان وارتفاع معدل الأمراض الجلدية والقلب وأمراض الكلى. وتعجز مستشفيات الدولة عن مواجهة هذه الأمراض لأنها غير مجهزة ولا تحوي عدداً كافياً من الأطباء والإمكانيات الصحية، ما يرفع معدل الوفيات في الاحواز بشكلٍ غير مقبول.
وكان ناشطون في مجال البيئة في الأحواز شكلوا سلسلة بشرية على طول نهر كارون للاحتجاج على مشروع تحويل هذا النهر الى المدن الفارسية لإرسال رسالة للنظام الإيراني بأن استمرار هذه السياسة سيؤدي إلى كارثة بيئية في المنطقة.
وبسبب هذه السياسات اندلعت مظاهرات حاشدة انطلقت، الأربعاء من الأسبوع الجاري، في شوارع الإقليم المحتل ضد سياسات الدولة الفارسية المحتلة للأحواز، رفضا لسياسات إيران العنصرية والعداء ضد الشعب الأحوازي.
ومن أبرز المطالب العاجلة التي رفعها المتظاهرون ما يتعلق بوقف بناء السدود التي تم إنشاؤها على الأنهار الأحوازية كنهر كارون والكرخة، وفتحها كي تعود المياه والحياة إلى الأنهار التي تم تجفيفها بسبب تلك السدود التي أقيمت على مصباتها من قبل دولة الاحتلال الفارسية إيران.