مناهضون

حركة رواد النهضة لتحرير الأحواز

مكتب الإعلام

تقارير

الاحتلال الإيراني يشنّ حملة اعتقالات واسعة في الأحواز بذريعة “التجسس”

مناهضون

 

 

منذ تفجّر المواجهات العسكرية بين الكيان الإيراني الغاصب ودولة الاحتلال الصهيوني، استغلّ النظام الفارسي هذه الأجواء لتوسيع دائرة القمع داخل جغرافيته المصطنعة، مستهدفًا بشكل خاص أبناء الشعوب غير الفارسية، وفي مقدمتهم الشعب العربي الأحوازي.

 

 

في الأيام الأخيرة، أعلنت سلطات الاحتلال الإيراني اعتقال أكثر من 54 مواطنًا أحوازيًا في مدن متعددة من الأحواز المحتل، بحجج مفبركة تتعلّق بـ”التجسس لصالح الموساد” و”دعم الكيان الصهيوني”. هذه الادعاءات تكرّرت في محافظات أخرى مثل همدان وكردستان وطهران، لتُظهر بوضوح كيف يوظّف النظام الإيراني الحرب كستار لشنّ حرب داخلية ضد الشعوب المُستعمَرة.

 

 

قمع ممنهج باسم “الأمن القومي”:

ليست هذه المرة الأولى التي يستخدم فيها الاحتلال الفارسي التوترات الإقليمية كذريعة لسحق الحريات. ففي كل أزمة خارجية، يلجأ النظام إلى التضييق على الداخل، خاصة في المناطق التي تشهد حراكًا وطنيًا أو مقاومة لهويته الفارسية المفروضة.

وفي الأحواز المحتل، حيث يعاني الشعب العربي من أقسى أشكال التمييز والتهميش، جاءت هذه الاعتقالات الجماعية مترافقة مع قطع متعمّد للإنترنت، خصوصًا في مدن الأحواز، المحمرة، عبادان، الحميدية، والفلاحية، بهدف عزل الداخل عن العالم ومنع نقل الحقيقة.

 

 

من مقاومة الاحتلال إلى تهمة “العمالة”:

المفارقة أن معظم المعتقلين هم من النشطاء، الشعراء، المثقفين، وحتى الشباب اليافعين، الذين لا يملكون سوى كلماتهم وهويتهم ليدافعوا بها عن حقوقهم. هؤلاء تُوجّه إليهم تهم “العمالة” و”الجاسوسية”، فقط لأنهم يرفضون الانصهار في مشروع التفريس، ويصرخون في وجه الظلم.

وفي ظل غياب أي معلومات قضائية شفافة، وحرمان المعتقلين من حق الدفاع والاتصال بذويهم، تتضح الأهداف الحقيقية وراء الحملة: إخماد الصوت الأحوازي الوطني المقاوم.

 

 

الأحواز… تحت الحصار من جديد:

منذ قرن من الزمن، والأحواز تعيش تحت احتلال فارسي ممنهج، حوّل أرضها الغنية بالنفط والمياه إلى مصدر بؤس لشعبها. وبينما تُنهب الثروات، يعيش العرب الأحوازيون في فقر، وتُمنع لغتهم، ويُعتقل أطفالهم لمجرد كتابة قصيدة أو رفع علم.

واليوم، يتكرّر السيناريو ذاته، فكلّما اهتزّت شرعية النظام الإيراني خارجياً، يعود إلى قمع الداخل بكل وحشية. والحرب مع إسرائيل، التي يُصرّ الاحتلال على خوضها بعقلية دموية، تحوّلت إلى مبرر إضافي للبطش بمن يرفض سياسة التفريس والإقصاء.

 

 

نداء إلى العالم الحر:

نوجّه من خلال هذا المقال، دعوة صادقة إلى المنظمات الحقوقية الدولية، والمؤسسات الإعلامية الحرة، لكسر جدار الصمت تجاه ما يحدث في الأحواز. إن الاحتلال الإيراني لا يقلّ قمعاً عن أي احتلال استعماري في العالم، بل يتفوّق في قدرته على التستر خلف شعارات كاذبة مثل “مقاومة إسرائيل”، فيما يمارس أبشع الجرائم ضد شعب عربي أعزل.

آن الأوان لتكون قضية الأحواز في صدارة الاهتمام الدولي، ولتنكشف الحقيقة بأن الحرب التي يشنّها النظام الإيراني لا تقتصر على حدود الجغرافيا، بل تستهدف بقاء الشعوب غير الفارسية ومحو هويتها.

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *