مناهضون
تعتبر أزمة المياه في الأحواز واحدة من أخطر الأزمات البيئية والإنسانية في المنطقة، إذ يعيش ملايين السكان في ظروف شديدة الصعوبة بسبب نقص المياه الصالحة للشرب والزراعة.
فالأحواز التي تعد قلب الصناعة الزراعية للاحتلال الفارسي، كانت تعتمد على نهر كارون ونهر الهورة لتوفير مياه الشرب والري، بالإضافة إلى دعم الثروة السمكية والنظام البيئي للمنطقة.
ومع سياسات الاحتلال الإيراني، بدأت الأزمة تتفاقم بشكل متسارع نتيجة تحويل مجاري الأنهار، بناء السدود الصناعية، وتوجيه المياه بعيدًا عن السكان المحليين، ما أدى إلى تداعيات كارثية على البيئة والمجتمع.
ـ الخلفية الجغرافية والمائية للأحواز:
تقع الأحواز في جنوب غرب ما تسمى إيران، وتتميز بتضاريس متنوعة تشمل الأنهار والسهول الزراعية والغابات النهرية، أهم الموارد المائية:
نهر كارون: أطول نهر في إيران بعد احتلالها للأحواز بالطبع، يعتبر المصدر الرئيسي لمياه الشرب والري في الأحواز.
نهر الهورة: يشكل شبكة دعم طبيعية للزراعة والثروة السمكية.
المياه الجوفية: تعتمد عليها بعض القرى بعد انخفاض مناسيب الأنهار.
قبل سياسات الاحتلال، كان السكان يعتمدون على نظم ري تقليدية، مثل القنوات المائية التراثية، التي وزعت المياه بشكل متوازن بين القرى والمزارع.
كما كانت الزراعة مستدامة، مع الاعتماد على المحاصيل الموسمية والفواكه المحلية، إلى جانب الثروة السمكية التي كانت مصدر دخل مهم.
ـ السياسات الإيرانية المؤثرة على الموارد المائية:
تحويل مجرى الأنهار: قامت حكومة الاحتلال الإيراني بسحب كميات كبيرة من مياه نهر كارون ونهر الهورة لتغذية مشاريع صناعية وزراعية خارج الأحواز، ما أدى إلى:
انخفاض مستوى المياه بشكل كبير في الأنهار المحلية.
تهجير بعض القرى بسبب فقدان المياه الضرورية للزراعة.
ارتفاع الملوحة في التربة والمياه، ما جعل الزراعة التقليدية شبه مستحيلة.
بناء السدود الكبرى: تم إنشاء عدد من السدود على نهر كارون، أبرزها سد كرخة وسد المدينة الصناعية، لتوليد الكهرباء وتلبية احتياجات المشاريع الصناعية، لكنها أدت إلى:
تقليل تدفق المياه الطبيعي للأراضي الزراعية.
تغير المناخ المحلي وارتفاع درجات الحرارة نتيجة انخفاض الرطوبة.
تعطيل الدورة الطبيعية للنظام البيئي للنهر.
توجيه المياه إلى خارج الأحواز: تم تحويل المياه إلى مناطق صناعية وزراعية في وسط إيران، ما تسبب في:
تفاقم أزمة الشرب والزراعة في الأحواز.
تملح التربة وفقدان الأراضي الخصبة.
تدهور الزراعة المحلية وارتفاع معدلات الفقر.
إهمال شبكات الري التقليدية: أدى إغلاق القنوات التقليدية إلى:
فقدان السيطرة على توزيع المياه بين القرى.
ارتفاع معدلات الهجرة القسرية للبحث عن مصادر المياه.
ضعف الإنتاج الزراعي المحلي وزيادة الاعتماد على المساعدات الخارجية.
ـ التأثيرات البيئية للأزمة:
تدهور النظام البيئي: جفاف الأنهار والبحيرات، بما فيها بحيرة الهورة التي اختفت تقريبًا بالكامل.
انقراض أنواع عديدة من الأسماك والنباتات المائية.
تراجع الغطاء النباتي الطبيعي وزيادة التصحر.
زيادة الملوحة والجفاف: ارتفاع نسبة الملوحة في التربة والمياه الجوفية.
فقدان قدرة الأراضي الزراعية على إنتاج المحاصيل التقليدية.
تشكل كتل من الرمال والغبار المتحرك الذي يؤثر على الصحة العامة.
التأثير على المناخ المحلي: انخفاض مستويات الرطوبة.
ارتفاع درجات الحرارة الصيفية.
زيادة شدة العواصف الرملية والغبارية.
ـ التأثيرات الإنسانية والاجتماعية:
نقص مياه الشرب: انتشار الأمراض المرتبطة بالمياه الملوثة مثل الإسهال والأمراض الجلدية.
اعتماد السكان على مصادر مياه غير آمنة، مما يزيد من معدلات الوفيات بين الأطفال وكبار السن.
الهجرة القسرية: اضطرار آلاف الأسر لمغادرة قراهم بسبب فقدان الموارد المائية والزراعية.
تشريد المجتمعات المحلية وفقدان الترابط الاجتماعي التقليدي.
الاحتقان الاجتماعي والسياسي:
زيادة الاحتجاجات ضد الحكومة الإيرانية بسبب سياسات المياه.
شعور السكان بالإقصاء والتهميش وانتهاك حقوقهم في الموارد الطبيعية.
توتر العلاقة بين الأحواز والحكومة المركزية، مع تحرك بعض الفصائل للمطالبة بالحقوق.
ـ التجارب المماثلة في مناطق أخرى:
نهر الهورة: تحويل مجراه أدى إلى اختفاء بحيرة الهورة بالكامل.
مشاريع الري الصناعي في جنوب إيران: ارتفاع معدلات الملوحة وتدمير التوازن البيئي.
مناطق أخرى في الأحواز: تعرضت لسياسات مماثلة أدت إلى تهجير السكان وانهيار الزراعة المحلية..