مناهضون
يخوض الشعب الأحوازي نضالًا مستمرًا ضد سياسات القمع والتمييز التي تنتهجها سلطات الاحتلال الإيراني منذ احتلاله، وعلى مدار العقود الماضية لم تتوقف إيران عن تنفيذ مخططاتها الرامية إلى طمس الهوية العربية للأحوازيين، عبر سياسات التهجير القسري، والتجفيف المتعمد للأنهار، وتغيير التركيبة السكانية.
لكن في المقابل، ظل النضال الأحوازي متجددًا، مدعومًا بحركات المقاومة والانتفاضات الشعبية التي تسعى لاستعادة حقوق أبناء الأحواز.
مخططات إيران ضد الأحواز
اتبعت إيران منذ احتلالها للأحواز سياسات تهدف إلى القضاء على الهوية العربية لسكان الأحواز، ومن أبرزها:
تغيير التركيبة السكانية: تعتمد سلطات الاحتلال الإيراني على نقل السكان الفرس إلى الأحواز، مقابل تهجير الأحوازيين قسرًا إلى مناطق أخرى داخل إيران، مما يؤدي إلى تقليل نسبة العرب في الأحواز.
القمع الأمني والسياسي: تستخدم إيران القوة المفرطة ضد أي احتجاجات أو حركات تطالب بالحقوق العربية، حيث تنفذ اعتقالات تعسفية، وإعدامات، وتفرض رقابة صارمة على النشاط السياسي والإعلامي.
طمس الهوية العربية: يتم منع تدريس اللغة العربية في المدارس، كما يتم التضييق على الاحتفالات بالمناسبات القومية العربية ومنع الأسماء العربية في الوثائق الرسمية.
التجفيف المتعمد للأنهار: قامت سلطات الاحتلال الإيراني بتحويل مجرى نهر كارون إلى مناطق أخرى خارج الأحواز، ما تسبب في أزمة مائية خانقة أثرت على الزراعة والبيئة في الأحواز.
استغلال الموارد الطبيعية: رغم أن الأحواز يعد أغنى المناطق الإيرانية بالنفط والغاز، إلا أن سكانه يعيشون في فقر مدقع، حيث تستحوذ حكومة الاحتلال الإيراني على موارده دون تقديم أي خدمات تنموية للأهالي.
المقاومة الأحوازية صراع مستمر:
لم يقف الأحوازيون مكتوفي الأيدي أمام هذه السياسات، فقد شهد الأحواز انتفاضات متكررة ضد الاحتلال الإيراني، أبرزها:
انتفاضة 1979: كانت من أولى المحاولات الجادة لاستعادة الحقوق العربية في ظل الفوضى التي صاحبت الثورة الإيرانية.
انتفاضة 2005: جاءت كرد فعل على سياسات التهجير، حيث شهدت الأحواز مظاهرات واسعة قوبلت بقمع شديد أدى إلى سقوط العديد من القتلى والمعتقلين.
الحراك المستمر في السنوات الأخيرة: تزايدت الاحتجاجات ضد سياسات التمييز والتهميش، لا سيما خلال أزمة المياه في عام 2021، التي أظهرت حجم الاستياء الشعبي من سياسات إيران.
إلى أين يتجه الصراع؟
رغم القمع الإيراني المستمر، فإن القضية الأحوازية لا تزال حاضرة على الساحة الدولية، مع تزايد المطالبات بحقوق السكان العرب في تقرير مصيرهم، كما أن تصاعد الحراك الأحوازي في الداخل والخارج إلى جانب التحديات التي تواجهها إيران داخليًا وخارجيًا، قد يفتح الباب أمام تغييرات مستقبلية في موازين القوى داخل الأحواز.