مناهضون
رغم إعلان جماعة الحوثي وقف هجماتها على الملاحة الدولية، إلا أن التهديد الذي تشكله لا يزال قائمًا، ما يثير تساؤلات حول نوايا الجماعة في المرحلة المقبلة ومدى تأثيرها على أمن البحر الأحمر، فمع استمرار الضربات الجوية الأمريكية والبريطانية ضد مواقع الحوثيين في اليمن، يظل النفوذ الإيراني حاضرًا، مما يعزز قدراتهم العسكرية ويفرض تحديات جديدة على الأمن البحري الإقليمي.
البحر الأحمر ساحة نفوذ حوثي مستمرة:
تستخدم جماعة الحوثي البحر الأحمر ومضيق باب المندب كأدوات استراتيجية لفرض نفوذها وإبراز قوتها في النزاعات الإقليمية.
ويُتوقع أن تسعى الجماعة إلى تأسيس مركز للرقابة البحرية على غرار ما يديره الحرس الثوري الإيراني في مضيق هرمز، بهدف مراقبة حركة السفن واستجوابها، وهو ما قد يعزز من قدراتها الاستخباراتية والعسكرية في المنطقة.
وعلى الرغم من الجهود الدولية لاحتواء التهديد الحوثي، فإن الجماعة لا تزال تمتلك ترسانة متطورة من الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز والطائرات المسيرة بعيدة المدى، التي تم تزويدها بها أو تطويرها بمساعدة إيران.
كما أن قواربهم غير المأهولة والمحملة بالمتفجرات تمثل تحديًا أمنيًا إضافيًا، نظرًا لاعتمادها على أنظمة تحديد المواقع العالمي (GPS) أو التحكم عن بعد، مما يزيد من صعوبة اكتشافها والتصدي لها.
استراتيجية حوثية متجددة رغم الضغوط الدولية:
يتميز الحوثيون بقدرتهم على استغلال فترات التهدئة لإعادة تنظيم صفوفهم وتعزيز قدراتهم القتالية، وحتى لو أسفر أي اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة عن تهدئة نسبية في البحر الأحمر، فمن غير المرجح أن تتخلى الجماعة عن استراتيجيتها الانتهازية.
وبالتوازي، تستمر إيران في تقديم الدعم لهم، ما يمكنهم من تطوير أسلحة أكثر تقدمًا بقدرات ذاتية وكفاءة أكبر.
وتمتد خطورة الأسلحة الحوثية إلى ما هو أبعد من استهداف السفن التجارية والعسكرية، إذ تهدد أيضًا البنية التحتية الحيوية لدول المنطقة، بما في ذلك منشآت الطاقة والموانئ الاستراتيجية.
كيفية مواجهة التهديد الحوثي:
لضمان أمن البحر الأحمر والتصدي للتهديدات الحوثية، يجب على الولايات المتحدة وشركائها اتخاذ خطوات حاسمة على عدة مستويات، تشمل:
تعزيز الوجود البحري: من خلال دوريات مستمرة ومنسقة لضمان حرية الملاحة وردع أي تهديدات محتملة.
الاستثمار في تقنيات الدفاع المتقدمة: مثل أنظمة الكشف المبكر، وتبادل المعلومات الاستخباراتية، والتدابير المضادة للصواريخ والطائرات المسيرة.
فرض عقوبات مشددة: تستهدف إيران والكيانات الداعمة للحوثيين، بهدف تقليل إمدادات الأسلحة والتمويل للجماعة.
تشكيل تحالفات إقليمية: تضم دول البحر الأحمر، لتعزيز التعاون الدفاعي وتأمين الممرات البحرية الحيوية.
تكثيف الضغوط الدبلوماسية على إيران: من خلال حشد تحالف دولي لممارسة مزيد من الضغوط الاقتصادية والسياسية، لإجبارها على وقف دعمها العسكري للحوثيين.