مناهضون
تشهد الأحواز المحتلة منذ عقود انتهاكات واسعة تطال الإنسان والطبيعة على حد سواء، حيث يعاني سكان الأحواز من سياسات إيرانية منهجية تهدف إلى تدمير بيئته وتفريغه من سكانه الأصليين، ومن بين الجرائم التي لا يمكن أن تُمحى من ذاكرة الأحوازيين والعالم، تأتي محرقة النوارس، التي ارتكبتها سلطات الاحتلال الإيراني بحق الطيور المهاجرة التي لطالما زيّنت سماء الأحواز، مدمّرةً أحد أهم معالم الحياة الطبيعية في المنطقة.
تفاصيل المأساة:
بدأت الكارثة عندما قامت سلطات الاحتلال الإيراني بإشعال النيران في محميات طبيعية وأماكن تجمع الطيور المهاجرة، بما في ذلك طيور النوارس، التي تعبر منطقة الأحواز سنويًا في رحلتها بين الشمال والجنوب، هذه الطيور كانت تعتمد على بيئة الأحواز الغنية بالمياه والأراضي الرطبة كمحطة استراحة رئيسية، لكن هذه المحميات لم تسلم من سياسة التدمير التي تستهدف كل مظاهر الحياة في الإقليم.
وتشير التقارير إلى أن سلطات الاحتلال الإيراني عمدت إلى إحراق الأراضي الرطبة حول نهر كارون ومناطق أخرى، متسببةً في مقتل الآلاف من الطيور، بما في ذلك النوارس التي كانت تستقر في هذه المناطق للتكاثر والتغذية، وقد استخدمت السلطات مواد سامة وخططًا منظمة لمنع الطيور من العودة، ما أدى إلى تدمير التنوع البيئي في الإقليم.
الأبعاد الإنسانية والبيئية للجريمة:
تعتبر محرقة النوارس جزءًا من سياسة أشمل تهدف إلى تجفيف الحياة في الأحواز، فإلى جانب استهداف الطيور، تعاني المنطقة من تحويل مياه الأنهار الأحوازية إلى مناطق إيرانية أخرى، مما أدى إلى جفاف الأراضي الزراعية، وتهجير المزارعين، وتفاقم الفقر والبطالة.
كما أن استخدام المواد السامة في عمليات الحرق تسبب في تلويث الهواء والماء، مما أدى إلى زيادة الأمراض بين السكان.
وعلى المستوى البيئي، فقد الأحواز أحد أهم مظاهره الطبيعية التي كانت تجذب الطيور المهاجرة من مختلف أنحاء العالم، مما يهدد التوازن البيئي ويعكس صورة مأساوية عن حجم الدمار الذي لحق بالطبيعة في الأحواز.
ردود الفعل الدولية والمحلية:
رغم حجم الكارثة، لم تحظَ محرقة النوارس بتغطية إعلامية واسعة، نتيجة التعتيم الإيراني على الجرائم التي ترتكب في الأحواز، ومع ذلك حاولت بعض المنظمات البيئية تسليط الضوء على الكارثة، محذرةً من أن ما يجري في الأحواز ليس فقط انتهاكًا للبيئة المحلية، بل هو تهديد للتنوع البيئي العالمي.
أما على المستوى المحلي، فقد أثارت هذه الجريمة غضبًا واسعًا بين سكان الأحواز، الذين اعتبروها امتدادًا لسياسات الاحتلال الهادفة إلى طمس هويتهم ونهب مواردهم.