مناهضون

يمثل احتلال إيران للأحواز نموذجاً صارخاً للاستعمار، حيث يتم استغلال الموارد الطبيعية وطمس الهوية الثقافية لشعب بأكمله، وفي الوقت نفسه تعكس هذه القضية طموحات إيران التوسعية في المنطقة، التي تهدف إلى فرض هيمنتها السياسية والاقتصادية والعسكرية.

استغلت إيران حالة الضعف الإقليمي والدولي وفرضت سيطرتها على الأحواز بالقوة، مما أدى إلى إلحاقه بالجغرافيا الإيرانية، فمنذ ذلك الوقت تبنت إيران سياسات تهدف إلى طمس الهوية العربية للأحواز، من خلال منع استخدام اللغة العربية، وتغيير أسماء المدن والمعالم إلى الفارسية، وتهميش السكان الأصليين في مختلف المجالات.

◄أهداف إيران من احتلال الأحواز

– السيطرة على الموارد الطبيعية: يُعد الأحواز خزاناً ضخماً للنفط والغاز، حيث يُستخرج نحو 70% من نفط إيران من هذه المنطقة، كما تضم الأحواز أكبر حقول الغاز الطبيعي، ما يجعلها مركزاً حيوياً للاقتصاد الإيراني.

– التحكم في الممرات المائية: يتمتع الأحواز بموقع جغرافي استراتيجي، حيث يطل على الخليج العربي وشط العرب، ويوفر هذا الموقع لإيران فرصة لتعزيز نفوذها في المنطقة البحرية والتأثير على التجارة العالمية، خاصة تجارة النفط.

– طمس الهوية العربية: تعمل إيران بشكل ممنهج على القضاء على الهوية الثقافية للعرب الأحوازيين، كجزء من مخطط أوسع لتقليص أي تهديد قومي قد يواجه النظام الإيراني.

◄مخططات إيران للتوسع في المنطقة

يعكس احتلال إيران للأحواز جزءاً من استراتيجية أوسع تهدف إلى تعزيز نفوذها في منطقة الشرق الأوسط، تشمل هذه الاستراتيجية ما يلي:

– دعم الميليشيات المسلحة: تعمل إيران على دعم ميليشيات موالية لها في دول مثل العراق، سوريا، لبنان، واليمن، يهدف هذا الدعم إلى خلق أذرع عسكرية تحقق مصالحها الاستراتيجية.

– تصدير الثورة الإيرانية: منذ قيام الثورة الإسلامية عام 1979، تتبنى إيران سياسة تصدير نموذجها الثوري إلى الدول الأخرى، بهدف تعزيز نفوذها العقائدي والسياسي.

– التلاعب بالتركيبة السكانية: تستخدم إيران سياسات تغيير التركيبة السكانية في المناطق التي تحتلها أو تؤثر فيها، كما يحدث في الأحواز، ويتم تهجير السكان الأصليين واستبدالهم بعناصر فارسية، في محاولة لفرض واقع جديد يخدم مصالحها.

◄الاضطهاد الأحوازي سياسة ممنهجة

تعاني الأحواز من التهميش في مختلف جوانب الحياة، حيث تفرض سلطات الاحتلال الإيراني قيوداً على التعليم باللغة العربية، وتمنع المظاهر الثقافية العربية، وتتعمد إبقاء الإقليم في حالة فقر مدقع، رغم ثرواته الهائلة.

كما تُستخدم المياه كسلاح، حيث تقوم إيران بتحويل مجرى الأنهار الأحوازية لتجفيف أراضي الإقليم، ما يؤدي إلى أزمات بيئية وإنسانية خانقة.