مناهضون

حركة رواد النهضة لتحرير الأحواز

مكتب الإعلام

تقارير

المشاعل النفطية.. كيف تتسبب في زيادة الأمراض الخطيرة في الأحواز؟

مناهضون

 

تعيش الأحواز منذ عقود أزمة بيئية حادة، تمثل إحدى أشد صور التلوث الصناعي في العالم، بفعل السياسات المستمرة للاحتلال الإيراني التي تهدف إلى استغلال الموارد الطبيعية دون أي اعتبار لحياة السكان الأصليين أو المعايير البيئية الدولية، ويأتي الاعتراف الرسمي الأخير من سلطات الاحتلال بوجود انبعاثات غازية قاتلة من إحدى المشاعل النفطية في معسكر “كريت كامب” ليضع الضوء على حجم الكارثة البيئية التي تعيشها المنطقة.

وكشف الاحتلال، أن الشعلة النفطية المذكورة تطلق غاز كبريتيد الهيدروجين، وهو غاز حامضي شديد السمية، يسبب الاختناق والوفاة عند التعرض لتركيزات عالية، ويتميز برائحة قوية تشبه “البيض الفاسد”.

وأضاف أن الجهات المعنية تعمل على إخماد الشعلة ضمن جدول أعمال محدد، مع البحث عن حلول تقنية للحد من الانبعاثات الغازية، إلا أن الخبراء يشيرون إلى أن مئات المشاعل لا تزال تعمل في حقول الأحواز منذ سنوات، معرضة حياة السكان والعمال لمخاطر صحية وبيئية دائمة.

 

ـ المشاعل النفطية:

تعد مشاعل النفط في الأحواز من أبرز مصادر التلوث في الأحواز، حيث يتم حرق الغاز المصاحب للنفط نتيجة غياب البنية التحتية المناسبة لاستخدامه، مما يؤدي إلى إهدار كميات ضخمة من الموارد الطبيعية وانبعاث ملايين الأطنان من الملوثات الغازية يومياً.

وتشير التقارير البيئية إلى أن حرق ما بين 6 إلى 15 مليون متر مكعب من الغاز الحامض يومياً يؤدي إلى إطلاق نحو 9 ملايين طن من الملوثات في الهواء، ما يجعل الأحواز واحدة من أكثر المدن تلوثًا في إيران والعالم.

 

ـ الآثار الصحية والإنسانية للتلوث:

تنعكس هذه السياسات الإهمالية بشكل مباشر على صحة السكان، حيث أكدت تقارير طبية وحقوقية وفاة أكثر من 1600 شخص خلال العام الماضي وحده نتيجة التعرض للغازات السامة، بالإضافة إلى ارتفاع ملحوظ في معدلات الأمراض التنفسية والسرطانية بين السكان المحليين.

ويعيش الأطفال وكبار السن والمرضى في أحواز في بيئة هوائية خطرة للغاية، حيث تم تصنيف جودة الهواء في المدينة ضمن النطاق الأرجواني، وهو تصنيف خطير جدًا على الصحة العامة، ما يعكس عمق الكارثة البيئية.

 

ـ الإهمال البيئي وسياسات الاحتلال الإيراني:

تؤكد منظمات حقوقية محلية ودولية أن استمرار تشغيل مئات المشاعل النفطية يمثل جزءًا من سياسات الإهمال البيئي المتعمد من قبل الاحتلال الإيراني، الذي يستغل النفط والموارد الطبيعية في الأحواز دون مراعاة حياة السكان أو الأثر البيئي الطويل المدى.

ويشير الخبراء إلى أن هذه السياسات لا تهدف فقط إلى استغلال الموارد الاقتصادية، بل تشكل أيضًا جزءًا من ما يمكن وصفه بـ”التطهير الصناعي”، حيث يتسبب التلوث المستمر في تدهور الصحة العامة وتدمير البيئة المحيطة، وهو ما يفاقم الأوضاع الإنسانية في الأحواز.

ـ محاولات الحد من الكارثة:

في محاولة لتخفيف الغضب الشعبي، زعمت سلطات الاحتلال عن وجود خطة لإغلاق جميع مشاعل الغاز في الأحواز بحلول مارس 2027، عبر خطط تشمل إعادة حقن الغازات في الآبار النفطية أو تحويلها إلى وقود في أحاديث وهمية تهدف لإسكات الصوت الأحوازي.

غير أن إذا صح حديث الاحتلال عن تلك الإجراءات إلا أنها تأتي متأخرة بعد عقود من الإهمال والتلوث المستمر، ويخشى الخبراء أن تكون غير كافية ما لم يرافقها استثمارات كبيرة في البنية التحتية البيئية والمراقبة المستمرة للانبعاثات، مع فرض معايير دولية صارمة لحماية السكان والبيئة.

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *