مناهضون
في خضم التصعيد العسكري المستمر بين إسرائيل وحزب الله، تبرز التساؤلات حول ما إذا كانت القوات الإسرائيلية تستطيع بالفعل “هزيمة” حزب الله عبر الهجوم البري، خاصةً بعد سنوات من الصراع المتواصل والضربات الجوية، وبينما تواصل إسرائيل تدمير أهداف لحزب الله من الجو، يثار القلق حول تداعيات التوغل البري على مستوى أوسع في لبنان، خاصة مع مقارنة الوضع الحالي بما حدث خلال غزو 2006.
التفاصيل
فمع تصاعد التوترات، يخشى العديد من المحللين العسكريين أن الهجوم البري الإسرائيلي المحتمل قد يغوص في أعماق أكبر من تلك التي شهدتها حرب لبنان في عام 2006.
وفي حين أن الأهداف الجوية لحزب الله تُقصف بشكل مستمر، إلا أن المخاوف تتزايد من أن العمليات البرية قد تؤدي إلى مخاطر أكبر للقوات الإسرائيلية، وهو ما انعكس في التقارير التي تشير إلى مقتل ثمانية جنود إسرائيليين وجرح العديد من الجنود أثناء المعارك في جنوب لبنان.
الهجوم البري، إذا ما تم تنفيذه، قد يؤدي إلى اشتعال حرب شاملة أوسع نطاقًا في الشرق الأوسط.
ولكن حتى الآن، لم تصرح السلطات الإسرائيلية عن أهدافها النهائية في هذا الصراع، مما يترك التساؤلات مفتوحة حول الغرض النهائي من هذا التصعيد.
ففي لبنان، تزداد المخاوف حول احتمالية أن يؤدي الهجوم البري إلى احتلال إسرائيلي طويل الأمد للمنطقة الحدودية، وهو ما قد يفتح فصلًا جديدًا من النزاعات المسلحة.
التحديات أمام إسرائيل
ويرى السير جون ساورز، الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات البريطاني MI6، أن التحدي الأكبر أمام إسرائيل هو أن “إضعاف حزب الله من الجو فقط صعب للغاية”.
فالكثير من القدرات العسكرية لحزب الله، بما في ذلك الصواريخ المتطورة والأسلحة الدقيقة، موجودة في المناطق الشمالية مثل وادي البقاع، وهي مناطق بعيدة عن مرمى الهجمات الجوية، مما يعني ضرورة اللجوء إلى تدخل بري إذا كانت إسرائيل تسعى لإضعاف هذه القدرات.
وهناك أيضًا اختلافات ملحوظة مقارنة بحرب 34 يومًا في عام 2006، حيث اندلع الصراع بعد غارة لحزب الله عبر الحدود وأسر جنديين إسرائيليين.
ففي هذه المرة، يبدو أن إسرائيل قد قضت عامًا كاملاً في التخطيط وقصف مواقع حزب الله في جنوب لبنان، مستخدمةً الضربات الجوية والمدفعية لإضعاف البنية التحتية للميليشيا.
التوغل البري
إذا اختارت إسرائيل الدخول في غزو بري كبير، فستواجه قواتها معركة مباشرة مع مقاتلي حزب الله على أرضهم.
وهذا النوع من القتال قد يؤدي إلى إبطال بعض من التفوق الجوي الذي تعتمد عليه إسرائيل بشكل كبير.
وعلى الجانب الآخر، قد يكون حزب الله مهتمًا بجعل إسرائيل تدخل إلى الأراضي اللبنانية، حيث يمكنه استغلال ميزاته النوعية والاستعدادات العسكرية المتقدمة، فضلًا عن الخبرة التي اكتسبها على مدى سنوات من القتال ضد الجيش الإسرائيلي.