مناهضون
تُعد مياه الأنهار شريان الحياة في المجتمعات، حيث تلعب دورًا محوريًا في الزراعة، الاقتصاد، والبيئة، ومع ذلك فإن الشعب الأحوازي يعاني منذ عقود من سياسات تجفيف متعمدة لنهر كارون، أكبر أنهار الأحواز وأحد المصادر الأساسية لمياهه.
فالاحتلال الإيراني حول هذا النهر إلى مجرى لتصريف النفايات والمواد السامة، مما تسبب في كارثة إنسانية وبيئية أثرت على معيشة الملايين من الأحوازيين، ضمن سياسة ممنهجة لتهميش الإقليم ونهب موارده الطبيعية.
أهمية نهر كارون للأحواز:
نهر كارون، الذي يبلغ طوله نحو 950 كيلومترًا، يُعد من أهم الأنهار في إقليم الأحواز، كان هذا النهر يغذي الأراضي الزراعية الخصبة في الإقليم ويعد مصدرًا رئيسيًا للمياه العذبة والأنشطة الاقتصادية.
إلى جانب ذلك، كان كارون يُمثل رمزًا حضاريًا وثقافيًا لشعب الأحواز الذي ارتبطت حياته بالنهر على مدى قرون.
سياسات التجفيف والنهب الإيراني:
منذ احتلال إيران للأحواز، اعتمدت سلطات الاحتلال الإيراني سلسلة من السياسات الاستعمارية التي استهدفت الموارد الطبيعية، وفي العقود الأخيرة، عمدت إيران إلى تحويل مجرى نهر كارون من الأحواز إلى أقاليم فارسية داخلية، مثل أصفهان ويزد، ضمن خطة لحرمان الشعب الأحوازي من مصدر رزقه.
إلى جانب تحويل مجرى المياه، قامت السلطات ببناء سدود ضخمة مثل سد “غتوند”، الذي أدى إلى تلوث المياه بسبب الملوحة المتراكمة في السد، مما جعلها غير صالحة للشرب أو الزراعة.
التلوث المتعمد وتحويل النهر إلى مصب للنفايات:
لم تكتفي إيران بتحويل المياه، بل حوّلت نهر كارون إلى مجرى للمواد السامة والنفايات الصناعية القادمة من المصانع والمناطق النفطية.
وقد تسبب ذلك في تدهور النظام البيئي للنهر، وموت الكائنات البحرية، وانخفاض خصوبة الأراضي الزراعية المحيطة.
كما انتشرت الأمراض بين السكان نتيجة التلوث، ما أضاف أعباء جديدة على كاهل الشعب الأحوازي.
الأهداف السياسية وراء تدمير كارون:
تحمل هذه السياسات أهدافًا واضحة تسعى إلى تغيير التركيبة السكانية في الإقليم عبر إجبار السكان الأصليين على الهجرة بسبب فقدان مصادر رزقهم، كما تسعى إلى طمس الهوية الأحوازية عبر تجريد الشعب من ارتباطه التاريخي بالنهر الذي يُمثل جزءًا أساسيًا من هويته الثقافية.
ردود الفعل الشعبية والدولية:
واجه الشعب الأحوازي هذه السياسات بموجة من الاحتجاجات والانتفاضات، التي قوبلت بالقمع العنيف من قبل سلطات الاحتلال الإيراني، ورغم المناشدات الأحوازية فإن المجتمع الدولي لم يتخذ موقفًا حاسمًا لوقف هذه الانتهاكات.
كما أن وسائل الإعلام العالمية لم تُسلط الضوء الكافي على هذه القضية، ما أدى إلى استمرار المأساة في صمت.
الأثر البيئي والإنساني:
تشير تقارير حقوقية وبيئية إلى أن هذه السياسات أدت إلى:
انخفاض مستوى المياه بشكل غير مسبوق.
تدمير آلاف الهكتارات من الأراضي الزراعية.
زيادة معدلات البطالة والفقر في الإقليم.
تهجير قسري للسكان الأحوازيين من قراهم ومدنهم.