مناهضون
تشهد العلاقات بين إيران وإيطاليا توتراً دبلوماسياً متزايداً بعد اعتقال الصحافية الإيطالية تشيتشيليا سالا في طهران، وهو ما دفع الحكومة الإيطالية إلى اتخاذ خطوات تصعيدية للمطالبة بإطلاق سراحها، والحادثة تأتي في وقت حساس يشهد توترات إقليمية ودولية، لتضيف بعداً جديداً من التعقيد إلى العلاقات بين البلدين.
أسباب الاعتقال وتفاصيل الواقعة:
توجهت الصحافية الإيطالية تشيتشيليا سالا، البالغة من العمر 29 عاماً، إلى إيران في 13 ديسمبر 2024، بتأشيرة صحفية رسمية لأداء مهمة إعلامية.
إلا أنها اعتُقلت في 19 ديسمبر، حيث أعلنت وزارة الثقافة الإيرانية أن توقيفها جاء بسبب “انتهاكها قوانين الجمهورية الإسلامية”، دون تقديم تفاصيل إضافية.
والصحفية التي عُرفت بتغطياتها الصحفية للأزمات الدولية، بما في ذلك الحرب في أوكرانيا، أُودعت في سجن إوين في طهران، حيث أكدت لعائلتها خلال اتصال هاتفي أنها تقبع في زنزانة انفرادية لا تُطفأ فيها الأضواء مطلقاً، وفق تقارير إعلامية إيطالية.
ردود الفعل الإيطالية:
استنكرت الحكومة الإيطالية، عبر وزير الخارجية أنطونيو تاياني، اعتقال سالا واعتبرته “غير مقبول”.
وقال تاياني في منشور على منصة “إكس”: “نعمل بلا كلل منذ اليوم الأول لاعتقال تشيتشيليا سالا لضمان إطلاق سراحها، ولن نتوقف حتى تحقيق ذلك”.
وفي خطوة تصعيدية، استدعت وزارة الخارجية الإيطالية السفير الإيراني في روما، مطالبة باحترام حقوق المواطنة الإيطالية وتقديم تفسير واضح لملابسات اعتقالها.
كما زارت السفيرة الإيطالية لدى طهران، باولا أمادي، المعتقلة وقدمت لها طرداً يحتوي على مستلزمات شخصية، بينها قناع للنوم ولوازم صحية، إلا أن السلطات الإيرانية لم تسمح لها بتسلم الطرد.
الأبعاد الدبلوماسية والتطورات الأخيرة:
يأتي هذا التصعيد في وقت حساس، حيث أشارت تقارير إلى أن اعتقال سالا تزامن مع توقيف الولايات المتحدة وإيطاليا لمواطنين إيرانيين بتهم تتعلق بانتهاك القوانين الأمريكية والعقوبات المفروضة على طهران.
من جانبها، أكدت وكالة الأنباء الإيرانية “إرنا” اعتقال سالا بتهمة “انتهاك قوانين الجمهورية الإسلامية”، دون الكشف عن تفاصيل إضافية حول طبيعة الانتهاك.
التأثيرات المتوقعة:
يبدو أن هذا الخلاف الدبلوماسي بين روما وطهران قد يلقي بظلاله على العلاقات الثنائية بين البلدين. وبينما تصر إيطاليا على إطلاق سراح سالا، تُظهر إيران تماسكاً في موقفها، مما ينذر بمزيد من التصعيد الدبلوماسي خلال الأيام القادمة.