مناهضون

تعتبر العلاقات بين الأردن وإيران شبة منعدمة، منذ سنوات وهي بهذا الوضع لا يتم بينهم سوا أقل علاقات التبادل الدبلوماسي، وذلك بسبب إيران وتدخلاتها في جميع دول المنطقة العربية ومحاولة استغلال سوء الأوضاع الاقتصادية في الأردن لإسقاطها والسيطرة عليها.

حيث أن عمان كانت ضمن مخطط سلطات الإحتلال الإيراني لتنفيذ مخططاتها المشبوهة بعد إسقاطها عدة عواصم منها دمشق وبيروت وبغداد، عن طريق تقديمها عرض على السلطات الأردنية لإقامة مطار هناك لخدمة السياحة الدينية ولكن في الحقيقة هم يريدونه لتكوين جسر لعبور الحرس الثوري الإيراني داخل البلاد كما فعلوا في العراق وسوريا ولبنان واليمن.

فالأردن تمتلك أماكن دينية مقدسة للأديان السماوية الثلاثة، والتي منها مغطس المسيح، ومعبد النبي هارون، ومقامات في شمال البلاد والكرك للصحابة زيد بن حارثة وجعفر بن أبي طالب وعبد الله بن رواحة اللذين استشهدوا في معركة مؤتة.

ولكن الأردن توافق لجميع أتباع الديانات بزيارة هذه المواقع، عدا أتباع المذهب الشيعي مما أثار غضب سلطات الإحتلال الإيراني كما أن الأردن لا تمتلك أي مواطنون يعتنقون المذهب الشيعي.

ولم تصمت إيران على هذا القرار فحاولت بتقديم عروض على الحكومة الأردنية ببناء مطار في جنوب الأردن لاستقبال قوافل الإيرانيين القادمين لأداء طقوس دينية، ولكن هذا الظاهر من العرض، أما الباطن التي تحاول إيران الوصول إليه هو فتح مساحات جديدة لنفوذها في المنطقة العربية، وليكون هذا جسر لدخول الحرس الثوري الإيراني داخل الاردن مثل عدد من الدول العربية السابقة.

ففي وقت سابق كشف سفير الأردن السابق لدى طهران، بسام العموش، عن نية إيران للتغلغل في المنطقة وأن الأردن من ضمن ذلك المخطط، فقال: أن إيران تقدمت بعرض للسلطات الأردنية لإقامة مطار في الكرك وتمويله بشكل كامل تحت ذريعة خدمة السياحة الدينية في خطة طُبقت في اليمن والعراق وسوريا ولبنان عبر إنجاح تصدير الثورة من الملالي الإرهابي لتلك الدول في خطة مزدوجة تشمل السياحة الدينية والاستثمار الاقتصادي ما يشكل جسر شرعي لعبور الحرس الثوري الإيراني لتلك الدول وهو ما كانت إيران تخطط لتنفيذه في الأردن.

كما عرضت إيران الحصول على مشروع جر مياه الديسي وتصدير عمال إيرانيين للعمل فيه، لإدخال الحرس الثوري داخل معسكرات مجمعة بهدف تنفيذ مخطط إشهار أسلحتهم ضد الشعوب كما حدث في الشعوب التي أصبحت بهوى إيراني خلال الفترة الحالية.

وبالرغم من سوء العلاقات بين الدولتين إلا أن وزيرا الخارجية الأردني أيمن الصفدي، والإيراني حسين أمير عبداللهيان، اجتمعوا في وقت قريب على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، ولكن الغريب أن وزارة الخارجية الأردنية لم تتحدث عن اللقاء إلا في اليوم التالي، وقالت إنهم بحثوا العلاقات الثنائية والأزمات في المنطقة والجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار على أساس حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وبعد ساعات أضاف الخارجية الأردنية أن اللقاء بحث الأوضاع في سوريا، خاصة في الجنوب، وعمليات تهريب المخدرات.

والجدير بالذكر أن قائد فيلق القدس السابق في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، أظهر في 2016 أطماعه في الأردن، وقالها صراحة واعتبرها من بين الدول التي تتوافر فيها شروط تصدير الثورة الإيرانية، وأن على طهران أن تسرع في السيطرة على الأردن، ولم يكن يقصد بالشروط سوى المقامات المقدسة لديهم وخصوصاً مقام الصحابي الجليل “جعفر الطيار”، وفي 2017، قبل مقتله وقف على الحدود الأردنية السورية ومن خلفه عناصر الحشد الشعبي وأشار بيده إلى نقاط المراقبة للجيش الأردني أي انهم إن لم يسيطروا على البلاد عن طريق السياحة الدينية فسيكون من خلال المناظير العسكرية.

كما زرعت إيران عملاء لها مدربين من الحرس الثوري الإيراني للتجسس، وذلك للتصنت والتجسس على الجيش الأردني، وصنع المتفجرات الفتاكة، شمال الأردن.