مناهضون
في تطور يُعد نقطة تحول في الصراع السوري المستمر منذ عام 2011، سقط نظام بشار الأسد في سوريا بعد سنوات من الضغوط العسكرية والسياسية والاقتصادية، هذا الحدث المفصلي لم يقتصر تأثيره على الداخل السوري، بل فتح الباب أمام إعادة تشكيل موازين القوى الإقليمية، فإسرائيل التي كانت من أكبر المراقبين لما يجري في سوريا، ترى في هذا التغيير فرصة لتكثيف جهودها في مواجهة إيران، التي طالما استثمرت في دعم الأسد لتعزيز وجودها الإقليمي.
-سقوط الأسد وتداعياته على إيران:
كانت إيران الداعم الأكبر لنظام بشار الأسد خلال الحرب الأهلية السورية، حيث أنفقت مليارات الدولارات وقدمت دعماً عسكرياً ضخماً عبر الحرس الثوري الإيراني والميليشيات الموالية لها.
فسقوط النظام يمثل ضربة قاصمة لطموحات طهران الإقليمية، حيث يخسر محور المقاومة نقطة ارتكاز رئيسية كانت تسهل نقل السلاح والدعم اللوجستي إلى حزب الله في لبنان.
لكن إيران لم تُظهر أي نية للتراجع؛ إذ تعمل على تعزيز نفوذها في المناطق السورية الشمالية والشرقية، مستغلةً حالة الفراغ الأمني والسياسي الذي خلفه سقوط الأسد.
-إسرائيل وتوسيع نطاق المواجهة:
إسرائيل كانت تراقب تطورات الساحة السورية عن كثب، فسقوط الأسد رغم كونه يُعد فرصة لتقويض النفوذ الإيراني، يفتح المجال أمام تحديات جديدة لإسرائيل، خاصة مع استمرار وجود الميليشيات الإيرانية على الأراضي السورية.
-استراتيجية إسرائيل بعد الأسد:
منذ سقوط النظام، زادت إسرائيل من غاراتها الجوية في سوريا، مستهدفة المواقع الإيرانية ومخازن السلاح التابعة للميليشيات، هذه العمليات تهدف إلى منع إيران من استغلال الفوضى لتعزيز وجودها.
– التحالف مع القوى المحلية:
تعمل إسرائيل على بناء علاقات مع بعض القوى السورية المعارضة لإيران، بهدف خلق توازن على الأرض ومنع أي قوة معادية من الهيمنة على المشهد السوري.
– التنسيق مع القوى الدولية:
تستمر إسرائيل في تنسيق جهودها مع الولايات المتحدة لضمان استمرار الدعم العسكري والسياسي، كما تحاول استمالة روسيا إلى موقف أكثر حيادية بعد سقوط حليفها الأسد.
مع سقوط الأسد، تواجه إيران خيارات صعبة:
– تعزيز التواجد المباشر:
قد تلجأ إيران إلى نشر قوات إضافية وتعزيز نفوذها في المناطق ذات الأهمية الاستراتيجية، مثل الحدود السورية-العراقية.
– اللعب بورقة الميليشيات:
ستعتمد إيران بشكل أكبر على ميليشياتها في سوريا ولبنان لتعويض خسارة النظام السوري كحليف قوي.
– الضغط عبر العراق ولبنان:
تسعى إيران إلى توسيع نفوذها في العراق ولبنان للالتفاف على الخسائر التي تكبدتها في سوريا.
-الأبعاد الإقليمية والدولية للصراع الجديد:
– الموقف الأمريكي:
ترى الولايات المتحدة في سقوط الأسد فرصة لتقليص النفوذ الإيراني، لكنها تخشى أن يؤدي التصعيد الإسرائيلي إلى انفجار أكبر في المنطقة.
– الموقف الروسي:
خسارة الأسد تُعد انتكاسة لموسكو، التي قد تعيد النظر في تحالفها مع طهران لتحقيق مكاسب جديدة في الملف السوري.
– الموقف العربي:
يُرحب العديد من الدول العربية بسقوط النظام السوري، لكنه يفتح باب التساؤلات حول كيفية احتواء النفوذ الإيراني ومنع اندلاع موجة جديدة من الفوضى.