مناهضون
في عملية معقدة وُصفت بأنها اختراق أمني من الدرجة الأولى، تمكنت جهات خارجية من اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في واحدة من أكثر المناطق حراسة في العاصمة الإيرانية طهران، العملية التي وقعت في 31 يوليو 2024، هزت أركان النظام الإيراني وأثارت موجات من الذعر والتساؤلات حول كيفية تنفيذ هجوم بهذا التعقيد في قلب النظام الأمني الإيراني المحكم.
حيث كشفت قناة N12 العبرية في تقرير حصري عن تفاصيل اغتيال إسماعيل هنية أثناء إقامته في مجمع سكني شديد الحراسة في حي سعدات آباد بطهران، المجمع الذي يضم مسؤولين بارزين في الحرس الثوري الإيراني، يعتبر من أكثر المواقع أمانًا في البلاد، إذ تحميه أنظمة أمنية متقدمة ووحدات خاصة من الحرس الثوري.
التخطيط والتنفيذ:
ووفقًا للتقرير، خُطط للعملية بشكل دقيق واستغرقت شهورًا من التحضير، تنقلات هنية بين الدوحة وإسطنبول وموسكو وطهران وفرت للمنفذين فرصة لرصد تحركاته واختيار توقيت مناسب لتنفيذ العملية.
وتمكن المخططون من تحديد مكان إقامته الثابت في طهران، حيث تمت زراعة قنبلة داخل وسادة بغرفته مسبقًا.
ورغم الاستعدادات المحكمة، كادت الخطة أن تنهار في اللحظات الأخيرة عندما تعطل مكيف الهواء في غرفة هنية، مما أجبره على مغادرتها.
إلا أن فريق التنفيذ استطاع إصلاح العطل وإعادته إلى الغرفة، حيث وقع الانفجار في الساعة 1:30 صباحًا، وأسفر عن وفاته على الفور.
اختراق أمني للحرس الثوري:
والخبير الأمني بني سبتي وصف العملية بأنها “اختراق غير مسبوق داخل منظومة الحرس الثوري”.
وأوضح أن وحدة “أنصار المهدي”، المسؤولة عن حراسة هنية، تضم عناصر نخبوية خضعت لاختبارات أمنية صارمة لضمان ولائها الكامل.
رغم ذلك، يبدو أن العملية تمت بمساعدة داخلية، مما يفتح الباب أمام تساؤلات عن وجود خيانة داخل صفوف الحرس الثوري أو المحيطين بهنية.
صدمة في القيادة الإيرانية:
العملية أحدثت صدمة واسعة في الأوساط الإيرانية، حيث اختفى قائد فيلق القدس، إسماعيل قاآني، لمدة ثلاثة أسابيع وسط حالة من الفوضى والبحث المكثف عن المتعاونين المحتملين مع منفذي العملية.
وأشار الخبراء إلى ثلاث مجموعات قد تكون ساهمت في التنفيذ: مواطنون إيرانيون في المنطقة، أعضاء في الحرس الثوري، أو حتى شخصيات داخل حركة حماس نفسها.
رونين بيرجمان، الخبير الأمني، أكد أن نجاح العملية بهذا المستوى يستدعي شبكة معقدة من المتعاونين داخل إيران.
وأشار إلى أن تنفيذ عملية بهذا الحجم لم يكن ليتم لولا وجود تعاون كبير من الداخل، سواء من أشخاص خانوا مهامهم أو تواطؤوا مع جهات خارجية.
تداعيات العملية:
اغتيال إسماعيل هنية في قلب طهران يحمل دلالات أمنية وسياسية كبيرة، فهو يكشف هشاشة النظام الأمني الإيراني، حتى في أكثر مواقعه حساسية.
كما أثار الحادث حالة من عدم الثقة داخل الحرس الثوري وبين حلفاء إيران، خاصة حركة حماس، التي أصبحت في دائرة الاتهام بأنها ربما تعرضت للاختراق.