مناهضون
تمتلك الأحواز ثروات طبيعية هائلة جعلته بمثابة منجم ذهب لنظام الاحتلال الإيراني، من حيث إنتاج النفط والغاز، بالإضافة إلى الموارد الزراعية والمائية الوفيرة، ومع ذلك فإن هذا الثراء لم ينعكس على سكان الأحواز الذين يعانون من الفقر والتهميش، في ظل سياسات طهران الهادفة إلى استنزاف ثروات البلد لخدمة أجندتها الإقليمية والدولية.
الأهمية الجغرافية والاقتصادية للأحواز:
يقع الأحواز في منطقة استراتيجية على ضفاف الخليج العربي، مما يتيح لإيران منفذًا حيويًا لتصدير النفط والغاز إلى الأسواق العالمية، ويحتوي على أكبر حقول النفط والغاز في إيران، بما في ذلك حقل “أحواز” و”كارون”، وهما من بين أكبر الحقول في العالم، وتشير التقديرات إلى أن الأحواز يساهم بأكثر من 80% من النفط الخام المصدر من إيران وأكثر من 50% من الغاز الطبيعي المستخدم محليًا.
بالإضافة إلى ذلك، يتمتع الأحواز بأراضي زراعية خصبة بفضل وفرة المياه من نهر كارون والأنهار الأخرى، لكن على الرغم من هذه الثروات، يعاني السكان الأحوازيون من فقر مدقع ونقص في الخدمات الأساسية، حيث تستغل طهران موارد الإقليم لدعم اقتصادها المتعثر وتمويل أنشطتها العسكرية.
كيف تحول الأحواز إلى منجم ذهب لطهران؟
-استغلال الموارد النفطية والغازية:
بعد اكتشاف النفط في الأحواز في أوائل القرن العشرين، أصبحت هذه المنطقة مصدرًا رئيسيًا للموارد المالية التي تعتمد عليها الحكومات الإيرانية.
ومنذ احتلال الاحواز، اتبعت طهران سياسات ممنهجة لاستغلال هذه الموارد دون إعادة أي فوائد تذكر إلى السكان المحليين، والشركات النفطية الكبرى في إيران، مثل شركة النفط الوطنية الإيرانية (NIOC)، تعمل في الأحواز ويتم تصدير النفط الخام عبر موانئ الأحواز إلى الأسواق العالمية، ما يشكل العمود الفقري للاقتصاد الإيراني.
– الهيمنة على المياه والزراعة:
تستغل حكومة الاحتلال الإيراني المياه الوفيرة في الأحواز لري المناطق الزراعية خارج البلد، بينما يعاني السكان المحليون من شح المياه، وقد قامت طهران بتحويل مجرى نهر كارون، الذي يعد شريان الحياة في الإقليم، إلى مناطق داخلية مثل أصفهان ويزد.
هذا الإجراء لم يؤدِ فقط إلى تدمير الزراعة في الأحواز، بل تسبب أيضًا في أزمة بيئية، حيث أصبحت الأراضي الزراعية تعاني من الجفاف والتصحر.
– تعزيز الاقتصاد الإيراني المتعثر:
تعتمد طهران بشكل كبير على إيرادات الأحواز لتمويل مشاريعها الإقليمية، بما في ذلك دعم الميليشيات الموالية لها في العراق وسوريا ولبنان.
وتستخدم الحكومة العائدات النفطية لتمويل الحرس الثوري الإيراني وبرنامجها النووي.
انعكاسات الاحتلال على سكان الأحواز:
– التهميش الاقتصادي:
بالرغم من الثروات الهائلة التي يمتلكها الإقليم، يعاني الأحوازيون من معدلات بطالة مرتفعة تصل إلى أكثر من 30% في بعض المناطق، كما أن مستويات الفقر في الأحواز أعلى بكثير مقارنة بالمناطق الأخرى في إيران، ما يعكس التمييز المتعمد من قبل السلطات الإيرانية.
– القمع الثقافي والسياسي:
تفرض حكومة الاحتلال الإيراني قيودًا صارمة على الهوية الثقافية للأحوازيين، حيث يُمنع تدريس اللغة العربية في المدارس، ويتم تغيير أسماء المدن والقرى من العربية إلى الفارسية.
بالإضافة إلى ذلك، يواجه الأحوازيون قمعًا سياسيًا واسع النطاق، بما في ذلك الاعتقالات التعسفية والإعدامات بتهم فضفاضة مثل “الانتماء لجماعات انفصالية”.
– التلوث البيئي:
أدت عمليات استخراج النفط والغاز إلى تلوث بيئي خطير في الأحواز، فقد أصبحت العديد من المناطق تعاني من مستويات خطيرة من التلوث، بما في ذلك تلوث الهواء والمياه، ما أدى إلى انتشار الأمراض المزمنة بين السكان، مثل أمراض الجهاز التنفسي والسرطان.
كيف تستخدم طهران ثروات الأحواز؟
– تمويل الأنشطة العسكرية والإقليمية:
توجه طهران جزءًا كبيرًا من إيرادات الأحواز لدعم الحرس الثوري الإيراني والميليشيات التابعة له، مثل حزب الله في لبنان والحشد الشعبي في العراق، كما تستخدم هذه العائدات في تمويل برنامجها الصاروخي والنووي، ما يجعل الأحواز قاعدة اقتصادية استراتيجية لنفوذها الإقليمي.
– دعم الاقتصاد الإيراني:
في ظل العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران، أصبحت الأحواز شريان الحياة للاقتصاد الإيراني، وتعمل طهران على تصدير النفط الخام من الأحواز عبر وسائل سرية لتجنب العقوبات، ما يساعدها على الحصول على العملة الصعبة.