مناهضون
على مدار عقود طويلة، عانى الأحواز من سياسات قمعية ممنهجة من قبل الاحتلال الإيراني، حيث تحولت الحياة فيه إلى أشبه ما يكون بالزنزانة الصغيرة التي تحاصر أبناءه وتحد من حريتهم وتضع قيوداً على حقوقهم الأساسية.
تلك السياسات لم تتوقف عند الاستيلاء على الموارد الطبيعية فحسب، بل امتدت إلى محاولات طمس الهوية الثقافية واللغوية للشعب الأحوازي، مما أفرز سلسلة طويلة من الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان.
السيطرة على الموارد الطبيعية:
يمتلك الأحواز موارد طبيعية هائلة، أبرزها النفط والغاز، بالإضافة إلى الأراضي الزراعية الخصبة، ونهر كارون الذي يعد شريان الحياة فيه.
غير أن الاحتلال الإيراني استغل هذه الموارد بطريقة جائرة حيث حولها إلى خدمة مصالحه المركزية، بينما ترك سكان الاحواز يعيشون في فقر مدقع.
وتسيطر إيران بشكل كامل على حقول النفط والغاز في الأحواز، حيث يُحرم السكان من الاستفادة من ثروات أرضهم، وتذهب جميع العائدات إلى الخزينة الإيرانية، مما يعمق الفجوة الاقتصادية بين الأحواز وبقية المناطق الإيرانية.
تهجير قسري وتغيير ديمغرافي:
من بين أخطر السياسات التي اعتمدها نظام الاحتلال الإيراني لتفريغ الأحواز من سكانها الأصليين هي سياسة التهجير القسري وتسعى طهران بشكل متعمد إلى تغيير التركيبة السكانية في الاحواز عن طريق نقل الإيرانيين من العرق الفارسي إلى الأحواز وتوطينهم في مدنه وقراه، بينما يتم تهجير الأحوازيين إلى مناطق أخرى.
وهذه السياسة تهدف إلى القضاء على الهوية العربية للأحواز وإحلال هوية فارسية بديلة.
القمع الثقافي واللغوي:
تعد الهوية الثقافية واللغوية جزءاً لا يتجزأ من كينونة الشعب الأحوازي.
ومع ذلك، فإن حكومة الاحتلال الإيراني عمدت إلى حظر اللغة العربية في المدارس والمؤسسات الرسمية، وفرضت اللغة الفارسية كلغة رسمية ووحيدة في البلاد.
كما تم حظر العديد من الأنشطة الثقافية العربية مثل الاحتفالات الشعبية والأنشطة الأدبية التي تعبر عن التراث العربي، وهذا القمع الثقافي أدى إلى شعور بالغربة والانفصال بين الأحوازيين وأرضهم وتاريخهم.
الاعتقالات والتعذيب:
الاحتلال الإيراني لم يكتف بالقمع الاقتصادي والثقافي، بل امتدت انتهاكاته إلى الساحة الأمنية، حيث تمارس سلطات الاحتلال الإيراني اعتقالات واسعة النطاق ضد النشطاء الأحوازيين الذين يطالبون بحقوقهم الأساسية، ويتعرض المعتقلون إلى أساليب وحشية من التعذيب داخل السجون الإيرانية، وغالباً ما يتم إعدام البعض منهم بتهم ملفقة تتعلق بالإرهاب أو التآمر ضد الدولة.
هذه السياسات تهدف إلى بث الرعب في صفوف السكان وإخماد أي محاولات للمطالبة بالحقوق.
تلوث البيئة وتدمير الزراعة:
من بين الآثار المدمرة لسياسات الاحتلال الإيراني في الأحواز هي تدمير البيئة، فقد قامت حكومة الاحتلال الإيراني بتحويل مجرى نهر كارون إلى مناطق أخرى، مما أدى إلى جفاف الأراضي الزراعية في الإقليم وتدمير الزراعة التي كانت تشكل مصدراً رئيسياً لعيش السكان.
إضافة إلى ذلك، تسبب النشاط الصناعي العشوائي في تلوث الهواء والمياه، مما أثر بشكل سلبي على صحة السكان وزاد من معاناتهم.