مناهضون
بينما تتفاقم آثار التغيرات المناخية في مختلف أنحاء العالم، تعيش الأحواز العربية أزمة بيئية خانقة تفاقمت في العقود الأخيرة بفعل ممارسات مقصودة من نظام الاحتلال الإيراني، فقد تحوّلت العواصف الترابية إلى كابوس دائم يهدد حياة السكان وصحتهم، ويعطل أنماط الحياة اليومية والاقتصادية.
إلا أن هذه الظاهرة، التي تبدو طبيعية في ظاهرها، تخفي وراءها سياسات ممنهجة تمارسها سلطات الاحتلال الإيراني بحق الشعب العربي الأحوازي، ضمن حملة تهدف إلى إضعاف الأرض والإنسان على حد سواء.
◄تفاصيل الأزمة
العواصف الترابية التي تضرب الأحواز ليست مجرد نتيجة لتغيرات مناخية أو تصحر طبيعي، بل هي نتاج مباشر لسياسات إيران البيئية الجائرة، ومنها:
ـ تجفيف الأهوار والأنهر: عمدت سلطات الاحتلال الإيراني خلال السنوات الماضية إلى تحويل مجرى العديد من الأنهار الأحوازية مثل نهر كارون ونهر الكرخة، ونقل مياهها إلى أقاليم فارسية في العمق الإيراني، مما تسبب بجفاف الأهوار الطبيعية مثل هور العظيم وهور الحويزة، وهي مناطق كانت تشكل حاجزًا طبيعيًا يمنع زحف الرمال.
ـ نهب الغطاء النباتي: شهدت الأحواز عمليات تجريف ممنهجة للغطاء النباتي في مساحات شاسعة، إما بسبب التوسع العمراني والصناعي، أو نتيجة الإهمال المتعمد لخطط التشجير وصيانة الأراضي الزراعية، ما أدى إلى تفكك التربة وسهولة انتقال الرمال.
ـ الاستغلال الصناعي الجائر: تنتشر في الأحواز مشاريع ضخمة للصناعات البتروكيماوية واستخراج النفط، دون أي اعتبارات بيئية، حيث تُركت مخلفات هذه المصانع دون معالجة، وتسببت في تدمير النظام البيئي المحلي، وزيادة حالات الجفاف وتآكل الأراضي الزراعية.
ـ غياب التخطيط البيئي: تغيب تمامًا السياسات الحكومية الإيرانية التي تهدف إلى مكافحة التصحر في الأحواز، فلا توجد حملات تشجير ولا برامج استصلاح، في حين تُنفَّذ مثل هذه المشاريع في أقاليم إيرانية أخرى ضمن سياسة عنصرية تستهدف التمييز بين المكونات العرقية.
◄التأثيرات على السكان
ـ صحية: ارتفعت معدلات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي والربو والحساسية، وخصوصًا بين الأطفال وكبار السن، مع تسجيل زيادات كبيرة في حالات الدخول إلى المستشفيات خلال فصول العواصف.
ـ اقتصادية: تؤدي العواصف إلى شلل في الحركة التجارية والزراعية، حيث تتوقف أعمال الزراعة وتُغلق الأسواق، مما يفاقم من معدلات الفقر والبطالة في الإقليم.
ـ اجتماعية ونفسية: يعيش السكان في حالة ضغط مستمر نتيجة فقدانهم الأمل في تحسن الوضع، وسط تجاهل حكومي تام، ما يدفع كثيرين للهجرة إلى مناطق أخرى، ويفكك النسيج الاجتماعي.
◄ردود الفعل الشعبية والدولية
رغم القمع، لم يصمت الأحوازيون على هذه الكارثة، حيث خرجت مظاهرات تطالب بإعادة المياه إلى مجاريها الطبيعية ووقف مشاريع التجفيف، إلا أن السلطات ردّت كعادتها بالقوة والاعتقالات.
أما على المستوى الدولي، فلا تزال معاناة الأحواز بعيدة عن دائرة الضوء، في ظل تقاعس المنظمات البيئية والحقوقية عن تحميل إيران مسؤولياتها.