مناهضون

حركة رواد النهضة لتحرير الأحواز

مكتب الإعلام

تقارير

قبل سقوط الأسد.. كيف هيمنت إيران على سوريا؟

مناهضون

 

منذ اندلاع الأزمة السورية عام 2011، وجدت إيران في الفوضى التي عمّت البلاد فرصة استراتيجية لتعزيز نفوذها الإقليمي، وتحويل سوريا إلى ساحة نفوذ متقدمة ضمن مشروعها التوسعي في الشرق الأوسط.

ولتحقيق هذا الهدف، انتهجت طهران أدوات متعددة تجمع بين التدخل العسكري، والدعم المالي، والتغيير الديمغرافي، والسيطرة الاقتصادية، الأمر الذي جعلها أحد أبرز اللاعبين المؤثرين في أمن سوريا واستقرارها.

 

 

ـ التغلغل العسكري والميليشياوي:

إيران لم تكتفِ بدعم النظام السوري سياسيًا، بل أرسلت ميليشيات متعددة الجنسيات مثل “حزب الله” اللبناني، و”فاطميون” الأفغانية، و”زينبيون” الباكستانية، بالإضافة إلى الحرس الثوري الإيراني الذي لعب دورًا محوريًا في التخطيط والتنسيق.

هذه القوات ساهمت في تغيير موازين القوى ميدانيًا، لكنها بالمقابل عمّقت الصراع الطائفي وزادت من تعقيد المشهد الأمني.

 

ـ التغيير الديمغرافي في مناطق النفوذ:

عملت إيران على إعادة تشكيل البنية السكانية في بعض المناطق السورية، خصوصًا حول دمشق والقصير ودير الزور.

وتم تهجير آلاف العائلات السنية، مقابل توطين عائلات موالية لإيران أو مرتبطة بالميليشيات التابعة لها.

الهدف من ذلك خلق “أحزمة سكانية موالية” تضمن لطهران عمقًا استراتيجيًا طويل الأمد.

 

ـ السيطرة على القرار السيادي السوري:

عبر النفوذ العسكري والسياسي، تحاول طهران التحكم في القرارات السيادية لسوريا.

فهي تضغط على النظام السوري لتبني أجندتها الإقليمية، بما في ذلك العداء لإسرائيل والولايات المتحدة، واستخدام الأراضي السورية كورقة مساومة في مفاوضاتها الدولية.

 

ـ توظيف سوريا كقاعدة صواريخ وطائرات مسيرة:

تسعى إيران إلى تحويل سوريا إلى منصة متقدمة لنشر الصواريخ الدقيقة والطائرات المسيرة، بهدف تهديد إسرائيل وابتزاز المجتمع الدولي.

وقد رصدت تقارير عدة إنشاء مخازن أسلحة تحت الأرض، ومصانع لتطوير الطائرات المسيّرة داخل الأراضي السورية، خصوصًا في دير الزور وريف دمشق.

 

ـ الهيمنة الاقتصادية واستغلال الموارد:

إيران استغلت الأزمة الاقتصادية التي يعيشها النظام السوري لفرض نفوذها عبر السيطرة على عقود إعادة الإعمار، والاتفاقيات التجارية طويلة الأمد، والاستحواذ على حقول الفوسفات وبعض المشاريع الحيوية.

وبذلك، أصبحت دمشق رهينة للنفوذ الإيراني اقتصاديًا إلى جانب تبعيتها السياسية والعسكرية.

 

ـ إثارة التوترات الطائفية والمذهبية:

تعمد إيران إلى تغذية الانقسامات الطائفية في المجتمع السوري، من خلال نشر الفكر المذهبي، وبناء الحسينيات والمراكز الدينية في مناطق عدة.

هذا النهج يعمّق الشرخ المجتمعي، ويهدد أي فرص مستقبلية لتحقيق مصالحة وطنية شاملة.

 

ـ التأثير على الأمن الإقليمي عبر سوريا:

العبث الإيراني بأمن سوريا لا يتوقف داخل حدودها، بل يمتد إلى الجوار، فقد أصبحت الأراضي السورية ممرًا لتهريب السلاح إلى “حزب الله” في لبنان، ولإدارة خطوط دعم للفصائل الموالية لطهران في العراق وغزة، هذا البعد الإقليمي يجعل سوريا ساحة صراع مفتوحة، ويزيد من احتمالات التصعيد مع إسرائيل والقوى الغربية.

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *