مناهضون
في ظل تعقيدات المشهد الحالي، يبدو أن إيران مازالت تسعى للحفاظ على وكلائها الإقليميين كجزء من استراتيجيتها الدفاعية.
ومع ذلك، فإن التحديات الداخلية والإقليمية تجعل هذا المسعى أكثر صعوبة، فيما تستمر إسرائيل في استهداف تلك الجماعات ومحاولة تقليص نفوذ طهران في المنطقة.
إيران ومحور المقاومة
تأتي الضربات الإسرائيلية المتكررة ضد قادة الميليشيات المتحالفة مع إيران كإشارة إلى التحدي المتواصل بين الطرفين.
حيث يعتبر توجيه إيران ضربات مباشرة تجاه إسرائيل بمثابة اعتراف واضح برغبتها في الحفاظ على محور “المقاومة” الذي أنشأته منذ سنوات، هذا المحور، الذي يشمل جماعات مسلحة من لبنان وسوريا والعراق، يعد جزءًا محوريًا من الاستراتيجية الدفاعية الإيرانية، حيث يمنحها عمقًا استراتيجيًا ضروريًا للتأثير في المنطقة والوصول إلى طرق التجارة التي تساعدها في تجاوز العقوبات المفروضة عليها.
ويرى الحرس الثوري الإيراني والمرشد الأعلى علي خامنئي أن الحفاظ على هذه الجماعات المسلحة غير الحكومية هو جزء من مصالح إيران الأمنية الأساسية.
ومع ذلك، فإن الضربات الإسرائيلية المتواصلة ضد تلك الجماعات تشير إلى تحول في طبيعة الصراع، حيث أصبحت إيران تواجه خيارات صعبة في التعامل مع وكلائها، وخاصة حزب الله، الذي رغم دعم طهران المتواصل له، أصبح يشكل عبئًا بدلًا من كونه ركيزة أساسية.
حملة التضليل الإيرانية
في سبيل الحفاظ على دعم جمهورها المحلي المضطرب، لجأت إيران إلى حملات تضليل إعلامية لتضخيم نجاحاتها العسكرية في مواجهة إسرائيل.
حيث ادعت القنوات الحكومية الإيرانية أن 90% من الصواريخ التي أطلقتها أصابت أهدافها بنجاح، مع الإشارة إلى أن بعض الصواريخ سقطت بالقرب من مواقع إسرائيلية حساسة، مثل قاعدة استخباراتية خارج تل أبيب.
غير أن التقييمات الإسرائيلية والأمريكية أكدت أن تلك الضربات لم تسفر عن إصابات كبيرة، وأن الأضرار التي لحقت بالأهداف كانت محدودة.
ورغم أن هذه الحقائق لم تغب عن أذهان العديد من الإيرانيين، إلا أن الحملة الدعائية المستمرة تهدف إلى تعزيز صورة إيران كقوة فاعلة في مواجهة إسرائيل، خاصة في ظل التوترات المتصاعدة.
ومع ذلك، فإن الجغرافيا تفرض على إيران الاعتماد على وكلائها في إدارة الحرب بالوكالة، فيما تستمر إسرائيل في استهداف تلك الشبكات العسكرية لضمان عدم توسع نفوذها في المنطقة.
احتمالية استهداف البنية التحتية النفطية
مع تصاعد الأحداث، يُطرح السؤال حول طبيعة الرد الإسرائيلي المتوقع، ففي 29 سبتمبر، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن عن ضرورة أن تكون الردود الإسرائيلية “متناسبة”، ما أثار تساؤلات حول الأهداف المحتملة التي قد تضربها إسرائيل.
وفي هذا السياق، تتوجه الأنظار نحو البنية التحتية النفطية الإيرانية، حيث أشارت بعض التقارير إلى إمكانية استهداف محطات النفط الإيرانية أو الموانئ التي تستخدمها الميليشيات المرتبطة بطهران، مثل الحوثيين في اليمن، لتمويل عملياتهم العسكرية.
وفي 30 سبتمبر، نفذت إسرائيل هجمات على موانئ خاضعة لسيطرة الحوثيين، مما يوحي بخيارات إسرائيل المستقبلية في استهداف مصالح إيران الاقتصادية، خاصة في ظل الحصار المفروض على صادرات النفط الإيرانية.
وقد أصدرت وسائل الإعلام الإيرانية تحذيرات حول إمكانية استهداف مصافي النفط في الخليج، مما يزيد من مخاوف حدوث تصعيد إقليمي أكبر.
البنية التحتية النووية
إلى جانب استهداف البنية التحتية النفطية، تبقى المنشآت النووية الإيرانية في مرمى إسرائيل منذ فترة طويلة.
فبعد استهداف منظومة دفاع جوي إيرانية من طراز إس-300 بالقرب من منشأة نووية في أصفهان في أبريل الماضي، بدا واضحًا أن إسرائيل مستعدة لاستهداف البنية التحتية النووية كخيار أخير.