مناهضون
في خطوة مفاجئة ذات تداعيات خطيرة على المشهدين اللبناني والإقليمي، تمكنت إسرائيل من اغتيال الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصرالله.
حيث يُعتبر نصرالله شخصية محورية في المعادلة الإقليمية، واغتياله يمثل ضربة قاسية للحزب وحلفائه، مما سيؤدي إلى سلسلة من التحولات السياسية والأمنية، هذا الاغتيال لن يمر دون ردود فعل كبيرة، سواء على المستوى الداخلي في لبنان أو على الساحة الإقليمية والدولية، حيث سيتعين على جميع الأطراف إعادة تقييم استراتيجياتهم في ظل غياب هذه الشخصية المؤثرة.
أولاً: استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية وتدمير قدرات “حزب الله”
بعد اغتيال نصرالله، لم تتوقف العمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان؛ بل على العكس، اغتنمت إسرائيل الفرصة لتعزيز هجماتها.
حيث تهدف إسرائيل إلى استغلال حالة الارتباك والفوضى داخل “حزب الله” لضرب قدراته الهجومية بشكل أكبر، محاولين القضاء على بنيته التحتية العسكرية وتفكيك قوته بشكل نهائي.
ثانياً: احتمال اختطاف رهائن وتفعيل خلايا “حزب الله” الإرهابية دولياً
وفي ظل الفوضى الناجمة عن غياب القيادة، من المتوقع أن يقوم بعض قادة “حزب الله” بمحاولات متهورة لاستعادة السيطرة، ومن بين تلك المحاولات قد تكون عمليات اختطاف رهائن.
وهؤلاء القادة الجدد قد يرون أن “حماس” نجحت في الحفاظ على نفوذها عبر استخدام الرهائن كورقة ضغط، وهو ما قد يدفع “حزب الله” لتبني استراتيجية مماثلة وتفعيل خلاياه الإرهابية حول العالم.
ثالثاً: رد فعل إيران ووكلائها في المنطقة
وإيران، الداعم الرئيسي لـ”حزب الله”، تجد نفسها الآن في موقف حرج. رغم رغبتها في البقاء خارج الصراع بشكل مباشر، فإن اغتيال نصرالله قد يجبرها على الرد عبر وكلائها الإقليميين.
فقد نرى تصعيداً في هجمات الحوثيين في اليمن أو الميليشيات الشيعية في العراق وسوريا ضد المصالح الأمريكية أو الإسرائيلية، وربما تعيد إيران النظر في استراتيجيتها النووية لزيادة نفوذها في المنطقة.
رابعاً: ارتدادات سياسية داخل لبنان
يشكل اغتيال نصرالله صدمة قوية للبنان الذي يشهد حالة من التوتر السياسي. من المرجح أن يؤدي هذا الحدث إلى إعادة توزيع القوى السياسية، وقد يفتح الباب أمام الجيش اللبناني لتعزيز نفوذه واستعادة دوره الأمني في المناطق التي كانت تحت سيطرة “حزب الله”.
وهذه اللحظة قد تكون فرصة للأحزاب المعارضة لـ”حزب الله” لتنظيم صفوفها وتشكيل جبهة جديدة.
خامساً: تأثيرات على غزة وتشدد “حماس”
ومع مرور ذكرى هجمات “حماس” في أكتوبر، سيؤثر اغتيال نصرالله على تكتيكات “حماس”، فمن المتوقع أن يزيد زعيم الحركة، يحيى السنوار، من تعنته في الحفاظ على الرهائن كورقة ضغط.
حيث يرى السنوار أن هذا التكتيك حمى حماس من مصير مشابه لما واجهه “حزب الله”، مما قد يؤدي إلى استمرار الجمود السياسي والعسكري في غزة.
سادساً: فرص دبلوماسية جديدة للولايات المتحدة
وفي ظل هذه التحولات، قد تتمكن إدارة بايدن من استغلال الفراغ الناجم عن اغتيال نصرالله لدفع عملية دبلوماسية جديدة.
فبدلاً من التركيز على وقف إطلاق النار في غزة فقط، يمكن للولايات المتحدة العمل على تشكيل نظام أمني جديد على الحدود اللبنانية الإسرائيلية بالتعاون مع الحلفاء المحليين والدوليين، وربما المساهمة في إعادة هيكلة النظام السياسي اللبناني لتحقيق استقرار أكبر.