مناهضون
تأتي الانتخابات العراقية في سياق حساس للغاية، وسط تحديات سياسية وأمنية واقتصادية ضخمة، تجعل من هذه الاستحقاقات محطة حاسمة لمستقبل البلاد، وعلى الرغم من الانتكاسات التي شهدتها الأحزاب والقوى التقليدية، تواصل إيران عبر أذرعها السياسية والفصائل المسلحة محاولة فرض نفوذها على المشهد العراقي، مستغلة العلاقات التاريخية والروابط المذهبية والاقتصادية مع بغداد.
ويشكل هذا الواقع اختبارًا دقيقًا لمستقبل الديمقراطية العراقية وقدرة الدولة على الحفاظ على سيادتها الوطنية، في مواجهة أطماع طهران في الهيمنة على القرار السياسي والأمني في العراق.
|◄ أذرع إيران في العراق
تعمل إيران على إدارة نفوذها في العراق عبر مجموعة متنوعة من الوسائل السياسية والعسكرية، أبرزها:
ـ الفصائل المسلحة التابعة للحشد الشعبي:
فصائل مثل عصائب أهل الحق، وحركة النجباء، وكتائب حزب الله، تُعد امتدادًا مباشرًا للنفوذ الإيراني في العراق.
تستخدم هذه الفصائل قوتها العسكرية والتمويل الإيراني في الضغط على الحكومة وأحزاب سياسية معينة لضمان تمرير قرارات تصب في صالح طهران.
خلال الانتخابات، تقوم هذه الفصائل أحيانًا بالتهديد أو التأثير على الناخبين في مناطق نفوذها، ما يجعل العملية الانتخابية أقل شفافية.
ـ الأحزاب السياسية الموالية لإيران:
مثل القائمة العراقية الموحدة، والتحالف الفتح، وهي كيانات سياسية تشارك بشكل مباشر في البرلمان وتضمن استمرار تواجد إيران في مراكز القرار.
هذه الأحزاب تعمل على صياغة التشريعات والسياسات التي تخدم المصالح الإيرانية، من الطاقة إلى الاقتصاد وحتى العقود الحكومية.
ـ النفوذ الاقتصادي والديني:
إيران تدعم عددًا من المؤسسات الدينية والثقافية والاجتماعية التي تمارس دورًا كبيرًا في تشكيل الرأي العام، خاصة في مناطق الجنوب والوسط.
تُستخدم المساعدات الاقتصادية والإعانات الاجتماعية كأداة سياسية لضمان ولاء السكان وتوجيههم نحو خيارات انتخابية محددة.
|◄الانتخابات كأداة للهيمنة
تعتبر الانتخابات العراقية بالنسبة لطهران فرصة حاسمة لتثبيت نفوذها، من خلال:
تأمين أغلبية برلمانية موالية: لضمان عدم تمرير أي قوانين تعيق مصالحها أو تقلص نفوذها.
تعزيز صورة الفصائل المسلحة كأذرع حماية: وهي الصورة التي تستغلها إيران لترويج فكرة أن وجودها في العراق ضروري للحفاظ على الأمن والاستقرار، رغم الاتهامات المتكررة بانتهاك السيادة العراقية.
الضغط على القوى المناوئة: عبر دعم بعض الأحزاب وتهميش أخرى، بما يضمن بقاء التوازن السياسي في صالحها.
|◄التحديات التي تواجه النفوذ الإيراني
رغم قوة الفصائل والنفوذ السياسي لإيران، تواجه طهران عدة تحديات في الانتخابات العراقية:
ـ سخط الشارع العراقي: مظاهرات مستمرة ضد الفساد والمحسوبية والنفوذ الأجنبي، مما يضعف مصداقية الأحزاب الموالية لإيران.
ـ المنافسة الإقليمية والدولية: الولايات المتحدة ودول الخليج تراقب الانتخابات وتدعم أحيانًا كيانات سياسية تهدف لتقليل نفوذ إيران.
ـ انقسام الفصائل: صراعات داخلية بين الفصائل المسلحة نفسها تؤثر أحيانًا على قدرتها على توحيد صفوفها خلال الانتخابات.





