مناهضون

حركة رواد النهضة لتحرير الأحواز

مكتب الإعلام

بحوث ودراسات

التمييز.. أخطر مخطط للاحتلال الإيراني في الأحواز

مناهضون

 

 

الأحواز ليست مجرد مكان غني بالنفط والمياه، بل هي مساحة جغرافية لها جذور تاريخية وهوية ثقافية عربية ضاربة في العمق، منذ ضمها بالقوة عام 1925، دخلت الأحواز في مرحلة جديدة من تاريخها، تحولت فيها من كيان مستقل نسبيًا إلى إقليم خاضع لمركزية دولة الاحتلال الإيراني.

 

أخطر ما مارسته سلطات الاحتلال الإيراني على مدى قرن تقريبًا ليس القمع الأمني وحده، بل سياسات التمييز الممنهج التي استهدفت الهوية والثقافة والاقتصاد والسكان، والتي يمكن وصفها بدقة بأنها “مخطط استعماري داخلي” يهدف إلى محو هوية الإقليم العربية وإضعاف أهله حتى يصبحوا أقلية غريبة على أرضهم.

 

 

ـ الجذور التاريخية لمخطط التمييز

مرحلة ما قبل الضم (قبل 1925): الأحواز كانت إمارة شبه مستقلة بقيادة اخر حكامها الشيخ خزعل الكعبي، مع وجود هوية عربية واضحة، وارتباط ثقافي ولغوي بالعالم العربي.

مرحلة ما بعد الضم: سيطرة رضا شاه بهلوي فرضت تغييرات جذرية: تغيير الأسماء العربية، إلغاء التعليم بالعربية، فرض الفارسية في الإدارة، مع محاولات مبكرة لإضعاف نفوذ القبائل العربية وتقليص سلطاتها الاقتصادية والاجتماعية.

 

مرحلة ما يسمى بالجمهورية الإسلامية (منذ 1979):

رفع شعارات “الأمة الإسلامية” مع استمرار نفس السياسات التمييزية.

قمع انتفاضات عربية (1979، 1985، 2005، 2011، 2019).

تصعيد المخطط ليشمل البعد الديموغرافي عبر مشاريع إسكان وتوطين.

 

 

ـ التمييز القانوني والمؤسسي

غياب الاعتراف الدستوري: رغم أن إيران تعترف بوجود أقليات لغوية (كالتركمان والبلوش)، فإن تطبيق القوانين يبقى انتقائيًا، وغالبًا ما يُقصي العرب من حقوق استخدام لغتهم.

التمييز في التعليم: لا يُسمح بتدريس العربية كلغة أساسية، وتُعامل كمادة ثانوية إن وُجدت، بينما الفارسية هي لغة التدريس والإدارة.

التمييز في التوظيف: الوظائف الحكومية، خاصة في شركات النفط والغاز، تذهب إلى غير العرب، بينما يُترك السكان الأصليون في البطالة أو الوظائف الهامشية.

 

 

ـ البعد الاقتصادي، نهب الثروات وتجويع السكان

النفط والغاز: الأحواز تنتج أكثر من 70% من نفط إيران، لكن سكانها يعيشون تحت خط الفقر، وشركات النفط الوطنية توظّف عمالًا من أقاليم أخرى، بينما العرب يُستبعدون.

المياه والزراعة: مشاريع نقل مياه نهر كارون ونهر الكرخة إلى أصفهان ويزد وقم، ما أدى إلى تصحر الأراضي الأحوازية، وتجفيف الأهوار (مثل هور الحويزة) وتحويلها إلى مناطق نفطية وصناعية.

البنية التحتية والخدمات: نقص حاد في الخدمات الصحية والتعليمية، وارتفاع معدلات الفقر والبطالة رغم الموارد الهائلة.

 

 

ـ البعد الثقافي واللغوي

منع استخدام العربية في المدارس والدوائر الرسمية.

تغيير أسماء المدن والقرى من العربية إلى الفارسية.

التضييق على الشعراء والكتّاب الذين يكتبون بالعربية.

قمع الاحتفالات والمناسبات العربية، وفرض الطابع الفارسي.

 

 

ـ البعد الديموغرافي

مشاريع إسكان تستهدف جلب سكان غير عرب إلى الأحواز.

تهجير قسري للعرب عبر مصادرة الأراضي وتدمير القرى.

نسب متزايدة من “المستوطنين الجدد” في مدن مثل الأحواز العاصمة، مما يقلص الأغلبية العربية.

 

 

ـ القمع الأمني والحقوقي

الاعتقالات الواسعة بعد كل احتجاج.

إصدار أحكام إعدام بحق نشطاء عرب بتهم “الانفصال” أو “الإرهاب”.

قمع الإعلام العربي المستقل، ومنع أي نشاط مدني أو سياسي مستقل.

تقارير أممية تؤكد تعرض المعتقلين للتعذيب وسوء المعاملة.

 

 

ـ مقارنة بحالات مشابهة

الأكراد في تركيا: سياسة التتريك مقابل سياسة التفريس.

الفلسطينيون تحت الاحتلال الإسرائيلي: مصادرة الأرض وتغيير الديموغرافيا.

الأفارقة السود في جنوب أفريقيا سابقًا: نظام الأبارتهايد.

 

 

ـ الآثار طويلة المدى

اجتماعيًا: زيادة معدلات الجريمة والفقر بسبب التهميش.

سياسيًا: تنامي النزعة القومية العربية، وظهور تنظيمات سياسية سرية.

اقتصاديًا: خسارة فرص تنمية حقيقية للأحواز، واستمرار استنزاف الموارد.

بيئيًا: تدهور بيئي واسع، جفاف أنهار، انتشار العواصف الترابية.

 

 

ـ استراتيجيات المواجهة

المستوى المحلي: الحفاظ على اللغة والثقافة عبر مبادرات غير رسمية (الأدب الشعبي، التعليم المنزلي)، وتوثيق الانتهاكات بشكل مستمر.

المستوى العربي: تفعيل المنظمات الحقوقية العربية لرفع قضايا دولية، ودعم الإعلام العربي لتغطية القضية الأحوازية.

المستوى الدولي: الضغط على إيران عبر الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان، والمطالبة باعتبار سياسات الاحتلال الإيراني في الأحواز ضمن جرائم التمييز العرقي.

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *