مناهضون
تواصل إيران دعمها لحركة حماس عبر تقديم التدريب العسكري والمساعدات المالية لتعزيز قدرات الحركة في مواجهة إسرائيل، ما يعكس استراتيجيتها لإشغال إسرائيل عبر تحريك جبهات متعددة.
وتكشف وثائق استخباراتية وتقارير عن دور إيران في تمكين حماس من تطوير ترسانة أسلحة محلية قادرة على الصمود أمام الهجمات الإسرائيلية المكثفة.
تفاصيل:
منذ أكثر من عام على اندلاع الحرب في غزة، استمر مقاتلو حماس في الشمال بملاحقة القوات الإسرائيلية عبر استخدام ذخائر محلية الصنع، والتي تشير المعلومات الاستخباراتية إلى أنها تعتمد على المعرفة التي اكتسبها المقاتلون خلال تدريباتهم السرية في إيران.
وكشفت تقارير استخباراتية عن وثائق من 14 صفحة تحتوي على رسومات توضيحية لتصاميم طائرات مسيرة وصواريخ، تعود إلى تدريبات سرية جرت داخل إيران لمقاتلين من حماس، بهدف تعزيز قدرتهم على تصنيع الأسلحة محليًا.
ومع تصاعد التحركات العسكرية في غزة ومحاولة إسرائيل قطع إمدادات الأسلحة، أصبحت مهارة الارتجال في التصنيع ميزة مهمة لمقاتلي حماس الذين ما زالوا يقاومون.
التدريب والتصنيع داخل إيران:
صرح ماثيو ليفيت، خبير مكافحة الإرهاب في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، أن مصانع الأسلحة التي دمرتها إسرائيل في غزة استندت بشكل كبير إلى المعرفة التقنية الإيرانية.
وأشار إلى أن تدمير هذه المصانع يجعل مقاتلي حماس يعتمدون على أي أسلحة يمكنهم تأمينها.
والتعاون بين إيران وحماس ليس وليد اللحظة، إذ أعلن الطرفان مرارًا عن شراكتهما العسكرية التي تشمل التمويل وتهريب الأسلحة، لكن التدريب العسكري داخل إيران ظلّ سريًا.
وبحسب الاستخبارات، نقلت إيران منذ عام 2016 عشرات العناصر من حماس والجهاد الإسلامي للتدريب على تصنيع الأسلحة داخل مجمعات تدريبية تابعة للحرس الثوري الإيراني، واستمر هذا البرنامج لعدة أشهر لكل مجموعة.
تحديات وتداعيات الحرب:
ومع بدء الحرب الأخيرة، يبدو أن البرنامج قد واجه صعوبات في تنفيذ عمليات نقل المتدربين من غزة، الأمر الذي أدى إلى تعليقه جزئيًا.
ورغم ذلك، قال مسؤولون إسرائيليون إن الأسلحة المستخدمة من قِبل حماس تستند إلى تصاميم إيرانية، بما في ذلك الألغام والصواريخ قصيرة المدى والطائرات بدون طيار، والتي استخدمت على نطاق واسع خلال الهجوم الإسرائيلي الأخير على غزة.
التأثير الإقليمي واستراتيجية إيران:
لم يقتصر الدعم الإيراني على حماس وحدها، بل شمل تدريب ميليشيات شيعية في العراق، والحوثيين في اليمن، والمقاتلين السوريين، حيث أكدت مصادر استخباراتية أن هذه الدورات التدريبية عرضت في إيران على هذه الجماعات أيضًا.
وتعود محاولات إيران لتوسيع نفوذها العسكري في المنطقة إلى عقود، ففي عام 2003، زعمت إسرائيل أنها ضبطت خبير قنابل من حزب الله على متن قارب صيد كان متجهًا إلى غزة، في إطار جهود إيران لتعزيز إمكانيات الفصائل المسلحة.
وحزب الله اللبناني، المدعوم إيرانيًا أيضًا، يمثل حليفًا استراتيجيًا لطهران في تحقيق هذا الهدف.
وفي تصريح له عام 2021 بعد جولة من التصعيد، شكر زعيم حماس يحيى السنوار إيران علنًا، معربًا عن امتنانه للدعم المالي والعسكري والخبرات التي قدمتها طهران، ويبدو أن إيران تستفيد من تدريب حماس كجزء من خطتها لإشغال إسرائيل وإضعافها عبر حروب غير مباشرة على أكثر من جبهة.