مناهضون
وسط التوترات الإقليمية المتصاعدة وسعي الولايات المتحدة لإبراز قوتها العسكرية، جاءت العملية التي نفذتها القاذفة الاستراتيجية “بي-2” ضد مواقع حوثية محصنة في اليمن كرسالة حازمة موجهة إلى إيران، فهذه الخطوة تؤكد قدرة واشنطن على تنفيذ ضربات دقيقة ضد أهداف شديدة التحصين.
وفي 16 أكتوبر، نفذت الولايات المتحدة ضربة دقيقة استهدفت خمسة مواقع حوثية محصنة تحت الأرض باستخدام القاذفة الشبحية “بي-2”.
وسلطت العملية الضوء على تقنيات التخفي المتطورة للقاذفة، إضافة إلى مدى وصولها العالمي وقدرتها على حمل أسلحة تقليدية أو نووية قادرة على اختراق التحصينات الأكثر تعقيداً.
إلى جانب الأضرار المادية التي لحقت بالأهداف، كان الهدف الأساسي للولايات المتحدة هو إيصال رسالة استراتيجية إلى القيادة الإيرانية: “بي-2” قادرة على الوصول إلى عمق الأراضي الإيرانية، حتى ضمن أكثر المناطق حماية، وتسليم ضربات مدمرة بدقة بالغة.
وتعززت هذه الرسالة من خلال العملية الإسرائيلية التي جرت في 26 أكتوبر، حيث أظهرت الضربات الجوية التي شملت إيران ضعف شبكة الدفاع الجوي الإيرانية، ما يبرز قدرة الحلفاء على تجاوز الأنظمة الدفاعية الإيرانية بسهولة نسبية.
ولتكريس هذه الرسائل الاستراتيجية، توصي التحليلات باتباع الولايات المتحدة عدة خطوات:
1. تعزيز الرسائل الإعلامية العسكرية:
يجب أن تستعيد وزارة الدفاع الأمريكية الإحاطات الإعلامية الدورية التي توضح فعالية أسلحتها المتطورة، بما يعزز إدراك إيران لقدرات واشنطن على التصدي لأي تهديد.
2. توسيع دائرة الاتصالات غير المباشرة:
ينبغي على واشنطن استخدام قنوات متعددة مثل الإحاطات العسكرية والرسائل الدبلوماسية إلى الشركاء الإقليميين والدوليين، للتأكيد على عزمها على حماية مصالحها وضمان أمن حلفائها.
3. دمج “بي-2” في مهام الشرق الأوسط:
على القيادة المركزية الأمريكية ضم القاذفة “بي-2” إلى مهام قوة المهام القاذفة (BTF) في الشرق الأوسط، حيث يمكنها المشاركة في تدريبات مع الحلفاء، مما يعزز الردع ويرسل رسالة واضحة مفادها الولايات المتحدة قادرة على التحرك في أي وقت وأي مكان.
4. تسريع تطوير الأسلحة الخارقة للدروع:
يجب على الولايات المتحدة الإسراع في إدخال الجيل الجديد من القنابل الخارقة للدروع، مثل خليفة “GBU-57″، ما يعزز قدراتها على استهداف المنشآت الإيرانية المحصنة بفعالية أكبر.