مناهضون

حركة رواد النهضة لتحرير الأحواز

مكتب الإعلام

بحوث ودراسات

من النشأة للأجندة الإيرانية.. الحوثيون الميليشيات الأكثر دموية في تاريخ اليمن

مناهضون

 

 

 

في قلب الصراع الدامي الذي يشهده اليمن، تقف جماعة الحوثيين كأحد أخطر وأشد القوى المسلحة تهديدًا لاستقرار البلاد والمنطقة بأسرها.

فمنذ بروزهم على الساحة كحركة متمردة في أوائل التسعينيات، استطاع الحوثيون التحول من جماعة هامشية إلى قوة مهيمنة على أجزاء كبيرة من اليمن، مستخدمين الدين والهوية الزيدية كغطاء لتبرير تحركاتهم العسكرية وطموحاتهم السياسية.

 

 

الجذور الفكرية والدينية

ينحدر الحوثيون من الطائفة الزيدية، إحدى فروع الشيعة، التي كانت تتمتع بتأثير ديني وسياسي كبير في شمال اليمن، وخاصة في محافظة صعدة.

والزيدية، على الرغم من اختلافها عن الشيعة الاثني عشرية في بعض الجوانب العقائدية، إلا أنها تشترك في العديد من المفاهيم التي تم استغلالها من قبل الحوثيين للترويج لأفكارهم.

وفي هذا السياق، أسس حسين بدر الدين الحوثي، بالتعاون مع والده، حركة “الشباب المؤمن” في الثمانينيات كحركة دعوية تهدف إلى إحياء التراث الزيدي، ولكن سرعان ما تحولت إلى حركة ذات طموحات سياسية وعسكرية.

 

 

من الدعوة إلى التمرد

في بداياتها، كانت حركة “الشباب المؤمن” تركز على التعليم الديني ونشر الفكر الزيدي بين الشباب في صعدة.
ومع تزايد نفوذ الحركة، بدأت في التعبير عن تذمرها من الحكومة المركزية في صنعاء، متهمة إياها بالتهميش والتجاهل المتعمد لاحتياجات السكان في شمال اليمن.

هذا الاستياء، الذي تم استغلاله بذكاء من قبل قادة الحوثيين، كان بمثابة الشرارة الأولى لتحول الحركة من جماعة دينية إلى حركة متمردة.

وفي العام 2004، دخل الحوثيون في مواجهة مسلحة مع الحكومة اليمنية، وهي المواجهة التي قادها حسين بدر الدين الحوثي بنفسه، وسرعان ما تحولت إلى سلسلة من الحروب التي استمرت لسنوات.

وعلى الرغم من مقتل حسين الحوثي في تلك المواجهات، إلا أن الحركة استمرت تحت قيادة شقيقه عبد الملك الحوثي، الذي قام بتعزيز الروابط مع إيران وبدأ في تلقي الدعم العسكري والمالي المباشر منها.

 

 

الدعم الإيراني

لعبت إيران دورًا حاسمًا في صعود الحوثيين إلى السلطة، حيث وجدت فيهم وسيلة لتحقيق أجندتها في اليمن والمنطقة.

فمنذ بدايات تمردهم، بدأت طهران بتزويد الحوثيين بالسلاح والتدريب، بالإضافة إلى دعمهم إعلاميًا وسياسيًا.

كان هذا الدعم الإيراني متوافقًا مع استراتيجية أكبر تهدف إلى خلق “هلال شيعي” يمتد من إيران عبر العراق وسوريا ولبنان، وصولًا إلى اليمن.

هذا الدعم لم يكن فقط عبر توريد الأسلحة، بل امتد ليشمل تدريب المقاتلين الحوثيين في إيران ولبنان على يد عناصر من حزب الله والحرس الثوري الإيراني.

كما قدمت إيران الدعم التقني للحوثيين في مجال تطوير الصواريخ والطائرات بدون طيار، والتي استخدموها بشكل متزايد في ضربات عشوائية استهدفت مناطق مدنية داخل اليمن وكذلك في المملكة العربية السعودية.

 

 

التحول إلى قوة سياسية وعسكرية

مع تزايد الدعم الإيراني واستغلال حالة الفوضى التي عمت اليمن بعد ثورة 2011، نجح الحوثيون في تحقيق انتصارات عسكرية متتالية.
وفي 2014، تمكنوا من السيطرة على العاصمة صنعاء، وذلك بفضل تحالفات محلية مع قوى معارضة للرئيس عبد ربه منصور هادي، الذي كان يعاني من ضعف شعبي وتحديات داخلية عديدة.

استطاع الحوثيون في وقت قصير إحكام قبضتهم على السلطة في صنعاء، واستغلالها لتوسيع نفوذهم إلى مناطق أخرى في اليمن.
هذا التوسع العسكري تم على حساب دماء المدنيين وتدمير البنية التحتية، مما أدى إلى كارثة إنسانية وصفتها الأمم المتحدة بأنها الأسوأ في العالم.

 

 

أجندة الهيمنة الطائفية

منذ سيطرتهم على صنعاء، بات واضحًا أن الحوثيين يسعون إلى فرض أجندة طائفية ضيقة، تهدف إلى تحويل اليمن إلى دولة تخضع لسيطرة الطائفة الزيدية التي يمثلونها.

هذا النهج لم يكن فقط موجهًا ضد الأغلبية السنية في اليمن، بل شمل أيضًا اضطهاد الأقليات الدينية الأخرى.

فالحوثيون عملوا على قمع كل صوت معارض، سواء كان سياسيًا أو دينيًا، وسعوا إلى تدمير أي توازن طائفي داخل اليمن، ما أثار مخاوف دول الجوار من أن يصبح اليمن بؤرة للنفوذ الإيراني على غرار ما يحدث في العراق وسوريا.

 

 

دور التحالف العربي في مواجهة الحوثيين

إدراكًا للخطر الداهم الذي يشكله الحوثيون، بادرت دول الخليج بقيادة المملكة العربية السعودية في عام 2015 بتشكيل تحالف عربي لدعم الحكومة الشرعية في اليمن ومواجهة التمدد الحوثي.

هذا التدخل جاء في إطار حماية أمن الخليج العربي ومواجهة النفوذ الإيراني المتزايد في المنطقة.

وعلى الرغم من نجاح التحالف في استعادة بعض المناطق من قبضة الحوثيين، إلا أن الحرب في اليمن لا تزال مستمرة، مع استمرار الحوثيين في رفض كافة المبادرات السلمية، مما يعكس عزمهم على تنفيذ أجندتهم التوسعية بأي ثمن.

 

الجدير بالذكر أن جماعة الحوثيين بدأت كحركة دينية صغيرة في جبال صعدة، لكن بدعم من إيران وتحالفات محلية، تحولت إلى كيان متمرد يهدد استقرار اليمن والمنطقة بأكملها.

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *