مناهضون
يواجه إقليم الأحواز المحتل مزيجًا من القمع الممنهج والأزمات المفتعلة التي تهدف إلى تهميش سكانها وتجريدهم من حقوقهم، واستمرار هذه السياسات يشكل خطرًا على الاستقرار في المنطقة، ويستدعي تدخلًا دوليًا عاجلًا لوقف معاناة السكان العرب في الأحواز وتحقيق العدالة لهم.
وتعتبر الأحواز منطقة استراتيجية بسبب موقعها الجغرافي وثرواتها النفطية والزراعية، مما جعلها محل أطماع متعددة على مر العصور.
فمنذ أن تم ضمها إلى ما تسمى إيران عبر الاحتلال في عام 1925، كانت هذه المنطقة مسرحًا للصراعات والتوترات السياسية.
وسكان الأحواز الذين يشكلون أغلبية عربية، يسعون باستمرار للحفاظ على هويتهم وثقافتهم في وجه محاولات السلطات الإيرانية لطمس هذه الهوية.
ومنذ احتلال إيران للأحواز، تبنت الحكومات المتعاقبة سياسات قمعية تستهدف السكان العرب، تشمل هذه السياسات:
– القمع السياسي: تم حظر أي نشاط سياسي يتعلق بحقوق العرب في الأحواز، وتم سجن العديد من الناشطين والصحفيين الذين سعوا لإبراز قضية المنطقة.
– التهميش الاقتصادي: على الرغم من أن الأحواز تنتج الجزء الأكبر من النفط الإيراني، إلا أن سكانها يعانون من فقر مدقع، ولا يتم توظيفهم في الشركات النفطية المحلية.
– التمييز الثقافي واللغوي: تم حظر تعليم اللغة العربية في المدارس، وتم فرض اللغة الفارسية في جميع نواحي الحياة العامة، بما في ذلك الإعلام والتعليم.
ولطالما استخدمت سلطات الاحتلال الإيراني الأزمات المفتعلة كأداة لإحكام قبضتها على الأحواز، من بين هذه الأزمات:
– أزمة المياه: تفتعل السلطات الإيرانية نقصًا في المياه من خلال تحويل مجاري الأنهار وتوجيه المياه إلى مناطق أخرى داخل إيران، مما يهدد الزراعة التي يعتمد عليها السكان.
– الإفقار المتعمد: تحاول الحكومة تقويض البنية الاقتصادية للأحواز عبر مشاريع غير مدروسة تهدف إلى تهجير السكان المحليين واستبدالهم بآخرين من مناطق أخرى.
– خلق الفتن الطائفية: تعمل السلطات على تأجيج الفتن الطائفية بين السنة والشيعة في المنطقة لإضعاف التضامن بين سكانها وتقويض مطالبهم بحقوقهم المشروعة.
ولقد أدى هذا القمع المستمر والأزمات المفتعلة إلى تداعيات خطيرة على السكان:
– الهجرة القسرية: بسبب الضغوط الاقتصادية والسياسية، اضطر العديد من العرب في الأحواز إلى الهجرة إلى مناطق أخرى داخل إيران أو إلى الخارج، بحثًا عن فرص أفضل للعيش.
– تدهور الأوضاع المعيشية: تعاني الأحواز من نقص في الخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم، مما أدى إلى تدهور جودة الحياة بشكل عام.
– ارتفاع معدلات البطالة: في ظل التهميش الاقتصادي، تفشت البطالة بين الشباب الأحوازي، مما أدى إلى انتشار الجريمة والانحراف الاجتماعي.
وتطالب المنظمات الحقوقية الدولية والأحزاب السياسية في الأحواز بحقوقهم المشروعة، ومنها:
– الاعتراف بالهوية الثقافية واللغوية: يطالب العرب في الأحواز بالاعتراف بلغتهم العربية وحقهم في تعلمها واستخدامها في الحياة اليومية.
– التحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان: يطالب المجتمع الدولي بإجراء تحقيقات مستقلة في الانتهاكات الممنهجة التي يتعرض لها سكان الأحواز، وتقديم المسؤولين عنها للعدالة.
– وقف الأزمات المفتعلة: يجب على الحكومة الإيرانية وقف السياسات التي تؤدي إلى افتعال الأزمات في الأحواز والعمل على تحسين الأوضاع المعيشية للسكان.