مناهضون
شهدت جرف الصخر العراقية، مقتل أحد القيادات الحوثية إثر غارة أمريكية على مواقع تتبع لكتائب حزب الله العراقية.
وفي محافظة بابل العراقية، تقع بلدة جرف الصخر على نهر الفرات، على بعد 60 كيلومترًا جنوب بغداد، هذه البلدة ذات الأغلبية السنية التي تحررت من سيطرة تنظيم داعش في عام 2014، تعيش الآن في ظل واقع معقد ومبهم، فما يزال سكانها ممنوعين من العودة إليها، وسط سيطرة فصائل مسلحة متحالفة مع إيران على المنطقة.
فقد تم تحرير جرف الصخر من تنظيم داعش في عام 2014، ومنذ ذلك الحين، فرضت الفصائل المسلحة سيطرتها على البلدة، وهذه الفصائل، التي تتبع لجهات متحالفة مع إيران، تمنع عودة الأهالي، مما أثار قلق العديد من السياسيين والمراقبين حول مستقبل البلدة وسكانها.
ويصف العديد من السياسيين والمراقبين الوضع في جرف الصخر بـ”الغامض”، النائب عن تحالف (العزم) السني، رعد الدهلكي، أكد أن الجماعات المسلحة تمنع عودة الأهالي ولا تسمح بدخول أي مسؤول رسمي أو قوات عراقية إلى المنطقة، معتبراً أن هناك مشروعاً للتغيير الديموغرافي فيها.
كما أشار الخبير العسكري مؤيد الجحيشي إلى أن الفصائل المسلحة ما زالت صاحبة الكلمة العليا في جرف الصخر، مضيفًا أن هناك معسكرات وقواعد لهذه الفصائل، وحتى مخازن للأسلحة، مما يجعلها هدفًا دائمًا للعمليات الأمريكية، وكتائب حزب الله، إحدى الفصائل المسلحة، تسيطر بشكل كبير على المنطقة.
فيما وصف يحيى الكبيسي، الباحث السياسي، الوضع في جرف الصخر بأنه “جريمة حرب”، مشيرًا إلى أن آلاف الأهالي غائبون بشكل قسري، مما يشكل أزمة إنسانية حقيقية.
وفي المقابل، نفى عائد الهلالي، القيادي في تحالف الإطار التنسيقي، هذه الاتهامات واعتبرها تهويلاً إعلاميًا هدفه الكسب السياسي، مؤكدًا أن عشرات العائلات عادت إلى البلدة بعد التدقيق الأمني.
ورغم الوعود الحكومية المتكررة بإعادة نازحي جرف الصخر، لم يتم تحقيق ذلك على أرض الواقع.
وأكدت وزيرة الهجرة والمهجرين، إيفان فائق جابرو، أن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني يولي اهتمامًا لملف نازحي جرف النصر، ومع ذلك، يظل السياسيون السنة يطالبون باستعادة السيطرة على المدينة من الفصائل المسلحة.
وتشتهر جرف الصخر بالزراعة وكثافة الأشجار، وكان عدد سكانها يقدر بحوالي 140 ألف نسمة قبل التهجير.
ولطالما كانت المنطقة بؤرة للتنظيمات المسلحة منذ الغزو الأمريكي للعراق في 2003، وآخرها تنظيم داعش.
الجدير بالذكر أن مدينة جرف الصخر تبقى رمزًا للتحديات المعقدة التي تواجه العراق في مرحلة ما بعد داعش، والسيطرة المستمرة للفصائل المسلحة ومنع عودة الأهالي، بالإضافة إلى التحديات الأمنية والسياسية، تجعل من عودة الحياة الطبيعية إلى هذه البلدة أمرًا بعيد المنال في الوقت الحالي.