مناهضون

حركة رواد النهضة لتحرير الأحواز

مكتب الإعلام

بحوث ودراسات

كيف يعاني شعب الأحواز من الفقر رغم الثروات والنفط في الأرض المحتلة؟

مناهضون

 

رغم أن الأحواز يُعد واحدًا من أغنى مناطق الشرق الأوسط بالموارد الطبيعية، وخاصة النفط والغاز والمياه، فإن سكانه الأصليين يعيشون في واحدة من أكثر البيئات فقراً وتهميشاً داخل إيران، هذا التناقض الصارخ بين الثروة الهائلة والفقر المدقع يطرح تساؤلات عميقة حول سياسات الاحتلال الإيراني وأهدافها في إدارة هذه المنطقة منذ ضمها القسري عام 1925.

 

ـ الثروات الطبيعية الهائلة في الأحواز:

يقع الأحواز جنوب غرب إيران، ويمتد على مساحة شاسعة غنية بالموارد:

النفط والغاز: يشكل الأحواز ما يقارب 90% من إنتاج إيران النفطي، ويضم أكبر الحقول مثل حقلي كارون وآزادغان، إضافةً إلى ثروات الغاز الطبيعي الضخمة.

المياه والزراعة: يمر به عدد من أكبر الأنهار الإيرانية مثل نهر كارون والكرخة، ما يجعله من أكثر المناطق خصوبة للزراعة والري.

الثروات المعدنية: يحتوي على كميات معتبرة من المعادن كالفوسفات والحديد، إضافة إلى موقعه الجغرافي الذي يجعله بوابة تجارية استراتيجية على الخليج العربي.

ورغم هذا الثراء، يعيش الأحوازيون في ظروف لا تليق بحجم هذه الإمكانيات، ما يكشف عن نهج مقصود في إدارة الثروة وتوزيعها.

 

ـ سياسات التهميش الاقتصادي الممنهج:

تتبع سلطات الاحتلال الإيراني سلسلة من السياسات تهدف إلى إقصاء الأحوازيين من أي استفادة اقتصادية:

– الاستيلاء على الأراضي والموارد: تم تأميم الحقول النفطية والمزارع الواسعة لصالح شركات حكومية مثل شركة النفط الوطنية الإيرانية، مع منع السكان المحليين من العمل فيها إلا في وظائف هامشية.

– الحرمان من التوظيف: تُفرض قيود على تعيين العرب في القطاعات الحيوية، حيث تفضل السلطات توظيف غير العرب، خصوصاً الفرس، في الشركات النفطية والمنشآت الحكومية.

– الإفقار المتعمد: رغم أن النفط الأحوازي يمول جزءًا كبيرًا من ميزانية الدولة الإيرانية، فإن مدن الإقليم تعاني من انهيار البنية التحتية، وانقطاع الكهرباء والمياه، وانتشار البطالة بنسب تتجاوز 40% في بعض المناطق.

– تحويل الموارد إلى الداخل الإيراني: تُضخ عائدات النفط والغاز إلى المحافظات الفارسية المركزية مثل أصفهان وطهران وشيراز، بينما تُترك الأحواز محرومة من الخدمات الأساسية.

 

ـ تدمير البيئة ومصادرة الموارد المائية:

من بين أبرز أدوات الإفقار التي استخدمتها طهران:

تحويل مجاري الأنهار الأحوازية إلى الداخل الإيراني، ما تسبب في جفاف الأراضي الزراعية وتدمير الاقتصاد الريفي المحلي.

تلويث البيئة بالمنشآت النفطية: أدت الانبعاثات النفطية ومخلفات المصافي إلى انتشار الأمراض التنفسية والسرطانات بين السكان.

مشروعات السدود الإيرانية على أنهار الأحواز التي حوّلت آلاف المزارعين إلى عاطلين عن العمل بعد أن جفّت أراضيهم.

 

ـ الفقر والخدمات العامة:

يعيش معظم سكان الأحواز في أحياء فقيرة محرومة من البنى التحتية:

تفتقر المدن الأحوازية إلى شبكات صرف صحي حديثة.

المدارس مكتظة ومتهالكة، ويُمنع تدريس اللغة العربية، ما يزيد التهميش الثقافي.

الخدمات الصحية شبه معدومة في القرى، بينما تذهب المستشفيات الحديثة إلى المناطق التي يسكنها الفرس والموظفون الإيرانيون الوافدون.

هذه الظروف دفعت العديد من الأسر الأحوازية إلى الهجرة الداخلية أو البطالة المزمنة، مما عمّق الفقر الاجتماعي والاقتصادي.

 

ـ الأبعاد السياسية والاجتماعية للفقر:

لا يمكن فصل الفقر في الأحواز عن سياسة الاحتلال الإيراني القمعية تجاه العرب:

تعتبر طهران أن تهميش الأحواز أداة للسيطرة، حتى لا يتطور وعي وطني عربي يهدد النظام.

تُستخدم الفقر والبطالة كوسيلة لإضعاف المجتمع وإشغاله بلقمة العيش بدلاً من المطالبة بالحقوق.

يمنع النظام أي نشاط اقتصادي مستقل قد يُفسر كرمز للهوية العربية أو الاستقلال المالي.

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *