مناهضون

حركة رواد النهضة لتحرير الأحواز

مكتب الإعلام

تقارير

تلوث الهواء.. أزمة سببها المحتل الغاشم ويدفع ثمنها الشعب الأحوازي

مناهضون

 

تتكشف مأساة بيئية وصحية في الأحواز هي الأشد قسوة منذ عقود، حيث يتحول الهواء، الذي يفترض أن يكون مصدرًا للحياة، إلى أداة قتل بطيء تخنق أنفاس الشعب الأحوازي، وهذه الأزمة ليست وليدة الصدفة أو نتاج التطور الصناعي الطبيعي، بل هي نتيجة مباشرة لسياسات متعمدة ينتهجها الاحتلال الإيراني، الذي حوّل الثروات الطبيعية الهائلة للأحواز إلى مصدر خطر على سكانه.

 

فمنذ أن بسطت إيران سيطرتها على الأحواز لم تكتفي بمصادرة الأرض والثروات، بل شرعت في سياسات تدمير بيئي ممنهج، تتجلى اليوم في مستويات تلوث قياسية، وانهيار للبنية الصحية، وارتفاع معدلات الأمراض القاتلة، وفي ظل هذا الواقع، يعيش الأحوازيون تحت حصار مزدوج بين حصار أمني وسياسي من جهة، وحصار بيئي وصحي من جهة أخرى، في جريمة مركبة لا تحظى بالاهتمام الدولي الكافي.

 

 

أسباب الأزمة البيئية في الأحواز:

ـ الأنشطة النفطية والمصانع الملوثة: الأحواز التي تحتضن أكبر حقول النفط في إيران، تحولت إلى منطقة صناعية ضخمة بلا أي التزام بمعايير البيئة.

فالمصانع البتروكيماوية ومصافي النفط تعمل على مدار الساعة، وتنفث آلاف الأطنان من الغازات السامة في الجو، مثل ثاني أكسيد الكبريت، وأكاسيد النيتروجين، والمركبات العضوية المتطايرة، دون أن تمر بعمليات معالجة أو تنقية.

ـ الحرق العشوائي للمخلفات النفطية: في مناطق متعددة من الأحواز، خاصة القريبة من حقول النفط، يلجأ الاحتلال إلى حرق المخلفات النفطية في الهواء الطلق، ما يؤدي إلى انبعاث سحب كثيفة من الدخان الأسود المحمل بالمواد المسرطنة.

هذه العمليات غالبًا ما تتم قرب التجمعات السكنية، ما يجعل السكان عرضة لاستنشاق السموم بشكل مباشر.

 

ـ تجفيف الأهوار والأنهار: من أبرز الممارسات المدمرة تجفيف مساحات واسعة من الأهوار والبحيرات الطبيعية، وتحويل مجاري الأنهار مثل نهر كارون إلى الداخل الإيراني.

هذا التجفيف يضاعف من العواصف الترابية ويزيد من كثافة الجسيمات العالقة في الجو، التي تختلط بانبعاثات المصانع لتشكل مزيجًا قاتلًا.

ـ غياب البنية التحتية البيئية: رغم ضخامة العائدات النفطية التي تجنيها إيران من الأحواز، تغيب أنظمة مراقبة جودة الهواء ومحطات المعالجة، وتفتقر المدن إلى أي تخطيط بيئي يحد من التلوث، هذا الغياب ليس إهمالًا فحسب، بل هو جزء من سياسة متعمدة لترك السكان فريسة للتلوث.

 

 

التأثيرات الصحية على السكان:

ـ أمراض الجهاز التنفسي: تعد أمراض الربو المزمن، والتهاب الشعب الهوائية، والحساسية، من أكثر الحالات انتشارًا، مع تزايد أعداد المصابين يوميًا.

كما تسجل المستشفيات الأحوازية حالات متزايدة من الانسداد الرئوي المزمن حتى بين الفئات العمرية الصغيرة.

 

ـ الأمراض السرطانية: أظهرت تقارير محلية أن معدلات الإصابة بسرطان الرئة في الأحواز تفوق المتوسط الوطني الإيراني بعدة أضعاف، مع ارتباط مباشر بين هذه الحالات والتعرض المستمر للملوثات الصناعية.

ـ التأثير على الأطفال وكبار السن: الأطفال يعانون من ضعف المناعة وتأخر النمو البدني والعقلي نتيجة نقص الأكسجين النقي، بينما يتعرض كبار السن لمضاعفات قاتلة مثل الأزمات القلبية والسكتات الدماغية بسبب تلوث الهواء.

 

الآثار الاجتماعية والاقتصادية:

ـ النزوح القسري: تدفع الظروف البيئية الخانقة بعض العائلات إلى مغادرة قراها ومدنها، ما يساهم في تغيير ديموغرافي يخدم مشاريع الاحتلال الإيراني.

ـ تراجع الإنتاج الزراعي: التلوث لم يقتصر على الهواء، بل طال التربة والمياه، مما أدى إلى تراجع المحاصيل الزراعية، وفقدان آلاف المزارعين مصادر رزقهم.

ـ ارتفاع الإنفاق الصحي: الأسر الأحوازية تنفق جزءًا كبيرًا من دخلها على العلاج والأدوية، في ظل غياب أي دعم حكومي أو تأمين صحي فعّال، مما يزيد من معدلات الفقر.

-البعد السياسي للأزمة: يرى محللون أن الأزمة البيئية في الأحواز ليست نتيجة إهمال عشوائي، بل هي جزء من سياسة الاحتلال الإيراني لتقويض قدرة المجتمع الأحوازي على الصمود.

فالتلوث إلى جانب سياسات التهجير وتجفيف الموارد، يشكل أداة ضغط تدفع السكان نحو الاستسلام أو الرحيل، هذه السياسات وإن كانت تُمارَس تحت غطاء النشاط الصناعي، فإنها في حقيقتها شكل من أشكال العقاب الجماعي.

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *