مناهضون

حركة رواد النهضة لتحرير الأحواز

مكتب الإعلام

تقارير

حل وسط.. هل توافق إيران على صفقة أمريكا؟

مناهضون

 

 

في إطار الجهود الأمريكية لإيجاد حل وسط في الملف النووي الإيراني، صرح وزير الخارجية ماركو روبيو أن إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مستعدة للسماح لإيران بامتلاك برنامج نووي مدني، بشرط أن يعتمد بشكل حصري على الوقود النووي المستورد، مما يفتح الباب أمام إمكانية احتفاظ إيران بقدرة على توليد الطاقة النووية لأغراض مدنية دون التوجه نحو تطوير سلاح نووي، وفقاً لنيويورك تايمز.

 

تأتي تصريحات روبيو التي أدلى بها في بودكاست مع صحيفة “ذا فري برس” هذا الأسبوع، لتسلط الضوء على موقف الإدارة الأمريكية منذ بداية المحادثات النووية المغلقة مع طهران في وقت سابق من الشهر الجاري.

 

ويُعد هذا التنازل عن المطالب الأولى التي قدمها مستشار الأمن القومي مايك والتز، الذي دعا إلى “التفكيك الكامل” للبرنامج النووي الإيراني، تحولًا في النهج الأمريكي تجاه التعامل مع طهران.

 

وأكد روبيو أن السماح لإيران بتطوير برنامج نووي مدني يمثل فرصة لطهران للاستفادة من التكنولوجيا النووية دون الانزلاق إلى صناعة الأسلحة النووية.

 

وأضاف: “إذا أرادت إيران برنامجًا نوويًا مدنيًا، فيمكنها امتلاكه تمامًا مثل العديد من الدول الأخرى في العالم، لكن بشرط أن تستورد المواد المخصبة”.

 

وأوضح أن هذا الشرط يعني أن إيران يمكنها تشغيل مفاعلاتها النووية دون القدرة على تخصيب اليورانيوم المحلي، مما يمنعها من الوصول إلى المواد اللازمة لصنع قنبلة نووية.

 

هذا الاقتراح الأمريكي، رغم أنه قد يلبي جزءًا من احتياجات إيران في الحصول على الطاقة النووية لأغراض سلمية، إلا أنه قد يواجه مقاومة شديدة من طهران، التي ترى في قبول مثل هذا العرض تقييدًا لسيادتها النووية.

 

ويشير الخبراء إلى أن قبول إيران للاقتراح الأمريكي سيجعلها تعتمد بشكل كامل على الوقود النووي المستورد، مما يعزز الشكوك الغربية حول نوايا طهران الحقيقية.

 

من جانبه، أشار ريتشارد نيفيو، الذي عمل مفاوضًا مع إيران خلال إدارتي أوباما وبايدن، إلى أن فكرة استيراد الوقود النووي قد طرحت سابقًا في محادثات سابقة، ولكنها قوبلت بالرفض من قبل إيران، التي كانت تفضل الاحتفاظ بقدرتها على تخصيب اليورانيوم المحلي.

 

وأضاف نيفيو أن مشكلة الثقة كانت دائمًا من أكبر العقبات أمام التوصل إلى اتفاق في هذا الشأن.

 

فيما يتعلق بالجانب الفني للمفاوضات، أشار ستيف ويتكوف، المبعوث الأمريكي الخاص للمحادثات النووية مع إيران، إلى أن بلاده تتمسك بفكرة إيقاف إيران برنامجها للتخصيب النووي، مع إمكانية استمرار بعض الأنشطة النووية السلمية، في حال وافقت طهران على الشروط الأمريكية.

 

من جانبها، عززت إيران من برنامجها النووي منذ انسحاب ترامب من الاتفاق النووي في عام 2018، وهي الآن تنتج يورانيوم عالي التخصيب بنسبة 60%، وهو ما يعد أقرب إلى المواد اللازمة لصناعة سلاح نووي. في الوقت ذاته، أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران لم تبطئ من وتيرة أنشطتها النووية، وهو ما يزيد من المخاوف الغربية بشأن نوايا طهران.

 

أما في سياق المحادثات الجارية، فمن المتوقع أن يجتمع الخبراء الفنيون من الجانبين لأول مرة يوم السبت في عمان، وهو ما قد يمهد الطريق لجولات مفاوضات رفيعة المستوى بين مسؤولي إيران والولايات المتحدة.

 

حيث يتطلع الطرفان إلى التوصل إلى تفاهم بشأن كيفية التعامل مع البرنامج النووي الإيراني والحد من مخاطر الانتشار النووي في المنطقة.

 

وفي النهاية، يُبقي معظم المراقبين على التشاؤم حيال نجاح هذه المحادثات، إذ يتطلب الأمر العديد من التنازلات والثقة المتبادلة، وهو ما تفتقر إليه العلاقات بين إيران والولايات المتحدة.

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *