مناهضون
تظل سياسة الاعتقالات التعسفية أحد أخطر الأسلحة التي يستخدمها نظام الاحتلال الإيراني لإخماد الصوت الأحوازي، في محاولة للقضاء على أي آمال في الاستقلال أو حتى نيل الحقوق الأساسية.
ومع ذلك، فإن استمرار النضال الأحوازي، مدعومًا بجهود حقوقية وإعلامية متزايدة، قد يسهم في فضح هذه الممارسات وإجبار نظام الاحتلال الإيراني على مراجعة سياساته القمعية تجاه الأحواز.
القمع الممنهج وغياب العدالة:
الاعتقالات في الأحواز ليست مجرد إجراءات أمنية تقليدية، بل هي جزء من استراتيجية قمعية ممنهجة تستهدف كل فئات المجتمع، من النشطاء السياسيين والمثقفين إلى الصحفيين وحتى المواطنين العاديين الذين يشتبه في تعاطفهم مع القضية الأحوازية.
وغالبًا ما تتم هذه الاعتقالات دون أي مذكرات قانونية أو إجراءات قضائية عادلة، إذ يتم احتجاز المعتقلين في سجون سرية أو يُزج بهم في معتقلات تابعة لأجهزة الاستخبارات الإيرانية، حيث يتعرضون لأقسى أنواع التعذيب النفسي والجسدي.
حملات الاعتقال الجماعية:
تزامنًا تصعيد شعبي، تشن قوات الأمن الإيرانية حملات اعتقال واسعة تستهدف عشرات بل مئات الأحوازيين، كما حدث في أعقاب انتفاضة 2018 عندما اجتاحت موجة من الاعتقالات مدن الاحواز بعد خروج مظاهرات منددة بسياسات التمييز والتهميش.
وفي هذه الحملات، يتم الزج بالمعتقلين في السجون دون محاكمات عادلة، فيما يواجه بعضهم تهمًا ملفقة مثل الإرهاب والعمل ضد الأمن القومي، وهي تهم تُستخدم غالبًا لتبرير إصدار أحكام قاسية تصل إلى الإعدام.
التعذيب والاختفاء القسري:
كشفت تقارير حقوقية عن انتهاكات جسيمة يتعرض لها المعتقلون الأحوازيون في السجون الإيرانية، حيث يتعرضون لأساليب تعذيب وحشية تشمل الضرب المبرح، الصدمات الكهربائية، الحرمان من النوم، إضافة إلى الإعدامات الصورية التي تُنفذ بهدف كسر معنويات المعتقلين.
كما أن العديد من المعتقلين يختفون قسريًا، ولا تُكشف أماكن احتجازهم لعائلاتهم، فيما يتم إعدام البعض في محاكمات سرية دون السماح لهم بتوكيل محامين.
الهدف من الاعتقالات:
لا يقتصر هدف نظام الاحتلال الإيراني من هذه الاعتقالات على مجرد قمع الاحتجاجات، بل يسعى إلى طمس الهوية العربية للأحواز عبر استهداف رموزها الثقافية والسياسية.
فمنع النشاط الثقافي العربي، وملاحقة الأكاديميين والصحفيين الذين يعملون على نشر الوعي بالقضية الأحوازية، يعكس نية النظام في القضاء على أي حراك قد يهدد سيطرته على الأحواز
دور المجتمع الدولي والحقوقيين:
على الرغم من أن الأحواز ظلت لعقود قضية منسية دوليًا، إلا أن تصاعد الانتهاكات الإيرانية دفع بعض المنظمات الحقوقية إلى تسليط الضوء على معاناة الأحوازيين، فقد أصدرت منظمات مثل “هيومن رايتس ووتش” و”العفو الدولية” تقارير توثق حملات الاعتقال والتعذيب، داعية المجتمع الدولي إلى ممارسة ضغوط على إيران لوقف هذه السياسات القمعية.