مناهضون
قال الباحث والمحلل السياسي طارق أبوزينب، إن انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتشكيل حكومة يمثلان خطوة مهمة نحو كسر الجمود السياسي الذي استمر لفترة طويلة في لبنان.
وأضاف خلال حوار خاص للمكتب الإعلامي لحركة رواد النهضة لتحرير الأحواز، أن الشرق الأوسط يشهد توازنًا هشًا بين محاولات التهدئة والصراعات المستمر، مؤكدًا أن الهدنة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل تبدو هشة للغاية، لافتًا إلى أن دعم الأحواز يحتاج إلى تحرك منظم على المستويين الإقليمي والدولي.
وإلى نص الحوار:
هل يشهد لبنان استقرارًا في ظل انتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل حكومة جديدة؟
انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتشكيل حكومة يمثلان خطوة مهمة نحو كسر الجمود السياسي الذي استمر لفترة طويلة في لبنان. ومع ذلك، فإن الاستقرار الحقيقي لا يزال بعيد المنال، حيث يواجه لبنان أزمة اقتصادية خانقة تتمثل في انهيار العملة الوطنية، ارتفاع معدلات الفقر، وانعدام الثقة بالنظام المالي.
الحكومة الجديدة تواجه تحديات هائلة لإجراء إصلاحات جذرية، خصوصًا في ظل ضغط المجتمع الدولي لربط أي مساعدات مالية واعادة الاعمار بسبب الحرب الاسرائيلية الاخيرة على لبنان بتنفيذ القرار الدولي 1701 و الإصلاحات. التوترات السياسية الداخلية تعيق أي تقدم، حيث لا تزال الانقسامات بين القوى السياسية تلقي بظلالها على القرارات الكبرى. إلى جانب ذلك، فإن التدخلات الإقليمية، خاصة من إيران عبر حزب الله، وتأثير التوترات الإسرائيلية-الإيرانية على لبنان يزيدان من تعقيد الوضع. في حين أن الدعم الدولي والإقليمي يمكن أن يساهم في تحقيق الاستقرار، إلا أن ذلك يعتمد على قدرة الحكومة على إدارة تلك العلاقات بشكل حكيم.
ما تقييمك للوضع السياسي الحالي في الشرق الأوسط؟
الشرق الأوسط يشهد توازنًا هشًا بين محاولات التهدئة والصراعات المستمرة. التقارب بين السعودية وإيران بوساطة الصين يُعد خطوة إيجابية لخفض التوترات، لكن هذا الاتفاق لا يزال هشًا بسبب الملفات العالقة مثل اليمن وسوريا والعراق ولبنان. التطبيع بين بعض الدول العربية والكيان الاسرائيلي متوقف وخاصة الدول العربية تتمسك بحل الدولتين واقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية بالارتكاز على مقررات قمه بيروت لعام ٢٠٠٢، لكن تستمر إسرائيل بتوتر الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، خاصة بعد عزم الولايات المتحدة الامريكية وإسرائيل بطرد الفلسطينيين من ارضهم في قطاع غزة وبالاضافة على افتعال إسرائيل التوترات في القدس والضفة الغربية، تجعل هذا التطبيع غير مقبول ومرفوض من قبل العرب والفلسطنيين انفسهم.
على صعيد آخر، إيران تواجه ضغوطًا شديدة، سواء داخليًا بسبب الاحتجاجات الشعبية، أو خارجيًا نتيجة العقوبات الغربية وبرنامجها النووي المثير للجدل والتدخل في بعض الدول العربية والمنطقة عبر مليشياتها المسلحة.
هل يتم استكمال اتفاق الهدنة في غزة وجنوب لبنان؟
في غزة، الهدنة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل تبدو هشة للغاية. التصعيد الإسرائيلي المستمر في القدس والضفة الغربية وعمليات الاقتحام والاستيطان تدفع المقاومة إلى الرد، مما يجعل احتمالية انهيار التهدئة قائمة. نجاح الوسطاء مثل مصر وقطر في الحفاظ على التفاهمات مرتبط بمدى التزام الطرفين بالهدنة، وهو أمر غير مضمون. أما في جنوب لبنان، فإن الوضع مرتبط بشكل كبير بالصراع الإيراني-الإسرائيلي. رغم التفاهمات حول الحدود البحرية واستكشاف الغاز، فإن أي تصعيد إقليمي قد يؤدي إلى مواجهة عسكرية شاملة. حزب الله يربط استقراره بموقف إيران من التوترات مع إسرائيل والولايات المتحدة، ما يجعل التهدئة مؤقتة وغير مضمونة.
هل انتهى حزب الله سياسيًا وعسكريًا؟
حزب الله لا يزال قوة سياسية وعسكرية بارزة في لبنان والمنطقة. على المستوى السياسي، يحتفظ الحزب بدعم شعبي واسع بين الطائفة الشيعية وحلفاء سياسيين في البرلمان اللبناني، مما يضمن له دورًا محوريًا في القرارات الوطنية. ومع ذلك، يواجه الحزب ضغوطًا داخلية متزايدة وازمة مالية ، حيث يتهمه خصومه بالمساهمة في الأزمة الاقتصادية والانهيار المالي للبلاد وخطف قرار السلم والحرب . على المستوى العسكري، يواصل الحزب تعزيز قدراته بفضل الدعم الإيراني.
هل تستمر سياسة الضغط القصوى على إيران من قبل أمريكا؟
إدارة ترامب واضحة وهي سياسة الضغط القصوى والعقوبات، و استمرار تعثر المفاوضات النووية وتصاعد التوترات في المنطقة يدفع واشنطن نحو العودة لتشديد العقوبات او تنفيذ ضربة عسكرية.
إيران، التي تواجه ضغوطًا اقتصادية هائلة نتيجة العقوبات، تواصل رفع مستوى تخصيب اليورانيوم، مما يزيد من مخاوف الغرب وإسرائيل. التصعيد بين إيران وإسرائيل يزيد من احتمالات تصعيد أمريكي جديد ضد طهران. يبدو أن سياسة الضغط ستستمر، لكن بأساليب مختلفة تتضمن التحضير لشن ضربات مركزة لمنشئات استراتيجية عسكرية واعتقد واشنطن بدأت التحضير لسقوط النظام الايراني اذا لم تتراجع إيران عن افعالها التي تهدد استقرار المنطقة.
هل يتكرر السيناريو السوري في الأحواز؟
رغم التوترات والاحتجاجات المتكررة في الأحواز، فإن تكرار السيناريو السوري يبدو غير مرجح. السلطات الإيرانية تفرض سيطرة أمنية صارمة على الإقليم، وتتعامل بعنف مع أي محاولات للتمرد. على الصعيد الدولي، لم تحظ القضية الأحوازية باهتمام دولي أو إقليمي واسع يمكن أن يؤدي إلى دعم انتفاضة شاملة كما حدث في سوريا. في ظل غياب دعم خارجي منظم، تبدو إيران قادرة على قمع أي تحرك واسع النطاق في الأحواز، رغم تزايد الغضب الشعبي بسبب السياسات التمييزية.
ما هي طرق دعم الأحواز لتحرير الإقليم من إيران؟
دعم الأحواز يحتاج إلى تحرك منظم على المستويين الإقليمي والدولي. على المستوى الدولي، يجب إثارة قضية الأحواز في المحافل الأممية والمنظمات الحقوقية، مع التركيز على الانتهاكات الإيرانية لحقوق الإنسان في الإقليم. فرض عقوبات على إيران بسبب سياساتها القمعية قد يزيد الضغط عليها. على المستوى الإقليمي، يمكن للدول العربية تقديم دعم سياسي وإعلامي لقضية الأحواز، مع تعزيز التعاون مع الحركات الأحوازية المعارضة. إعلاميًا، تسليط الضوء على معاناة الأحواز عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي يمكن أن يسهم في خلق وعي عالمي بالقضية. ومع ذلك، تواجه القضية تحديات كبيرة، أبرزها غياب تنظيم داخلي قوي ودعم خارجي مستدام.