مناهضون

حركة رواد النهضة لتحرير الأحواز

مكتب الإعلام

تقارير

الحرب تقترب مرة أخرى.. حزب الله نحو الانهيار التام

مناهضون

 

تعيش الساحة اللبنانية واحدة من أكثر لحظاتها حساسية منذ عقود، إذ يبدو أن شبح الحرب الشاملة بين إسرائيل وحزب الله يقترب من التحقق أكثر من أي وقت مضى.

فمع استمرار التصعيد العسكري على طول الحدود الجنوبية، وازدياد الضربات الإسرائيلية دقة واستهدافًا لقيادات الحزب وبُناه التحتية، تبرز مؤشرات متزايدة على أن حزب الله يواجه مرحلة وجودية تهدد بانهياره الكامل، ليس فقط عسكريًا، بل سياسيًا واجتماعيًا أيضًا.

فمنذ أسابيع، تكثّفت الهجمات الإسرائيلية ضد مواقع الحزب في الجنوب والبقاع، واستهدفت منظوماته الصاروخية ومراكز القيادة والسيطرة.

واللافت أن الضربات لم تعد عشوائية كما في السابق، بل أصبحت نوعية ومركّزة، تعتمد على معلومات استخباراتية دقيقة تشير إلى اختراق غير مسبوق في بنية الحزب الأمنية.

وأفادت تقارير متعددة أن إسرائيل نجحت في تحييد عدد كبير من القادة الميدانيين والمسؤولين عن خطوط الإمداد، ما أدى إلى خلل واضح في التنسيق الداخلي للحزب.

كما تراجعت قدرته على الرد المنظم، حيث باتت صواريخه تُطلق بشكل متقطع ودون تغطية نارية محكمة، في مشهد يعكس تآكل القوة العملياتية التي طالما اعتُبرت سلاح الحزب الأقوى.

 

ـ البنية الداخلية المتصدعة:

لا يقتصر التراجع على الجانب العسكري فقط، بل يمتد إلى البنية التنظيمية والسياسية داخل الحزب.

فالمعنويات بين صفوف المقاتلين تشهد انخفاضًا حادًا، خاصة بعد فقدان شخصيات قيادية بارزة كانت تُعد ركائز أساسية في إدارة الصراع.
في المقابل، تزداد الضغوط الشعبية داخل لبنان، حيث يرى جزء متزايد من اللبنانيين أن الحزب يجر البلاد إلى مواجهة كارثية لا قدرة لها على تحملها اقتصاديًا أو سياسيًا.

كذلك، برزت خلافات خفية بين قيادات الحزب حول استراتيجية المواجهة مع إسرائيل، إذ يدعو بعضهم إلى “التهدئة المرحلية”، بينما يتمسك آخرون بخيار “المواجهة حتى النهاية”، الأمر الذي يفاقم حالة الانقسام الداخلي ويضعف وحدة القرار.

 

ـ الأزمة الاقتصادية والسياسية في لبنان:

يأتي كل ذلك في ظل انهيار اقتصادي لبناني غير مسبوق، حيث لم تعد الدولة قادرة على تحمل أي تصعيد جديد.

فالبنية التحتية مدمرة، والعملة فقدت معظم قيمتها، فيما يعيش المواطن اللبناني حالة من الإحباط والعجز أمام تدهور الأوضاع.

ويرى مراقبون أن أي حرب شاملة قد تعني هذه المرة انهيارًا تامًا لبنية الدولة اللبنانية، وهو ما يدركه حزب الله جيدًا.

 

ـ الموقف الإيراني والبعد الإقليمي:

إيران، الداعم الرئيسي لحزب الله، تواجه بدورها ضغوطًا اقتصادية وسياسية متزايدة، فضلًا عن تورطها في أزمات إقليمية أخرى، ما جعل قدرتها على دعم الحزب ماديًا وعسكريًا محدودة مقارنة بالسنوات السابقة.

هذا التراجع في الدعم الإيراني يُعد أحد أهم العوامل التي تسرّع وتيرة انهيار الحزب، إذ باتت خطوط الإمداد تتعرض للقطع المستمر، فيما لم تعد طهران قادرة على التعويض السريع بسبب الحصار والعقوبات المفروضة عليها.

كما يوحي المشهد العام بأن حزب الله يقف على حافة الانهيار، سواء بفعل الاستنزاف العسكري المستمر، أو الانقسامات الداخلية، أو فقدان الحاضنة الشعبية والدعم الإقليمي.

وفي حال اندلاع حرب شاملة جديدة، فإنها قد تكون الفصل الأخير في مسيرة الحزب الذي تحول من “رمز للمقاومة” في التسعينيات إلى عبء ثقيل على لبنان والمنطقة بأسرها في العقدين الأخيرين.

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *