مناهضون

حركة رواد النهضة لتحرير الأحواز

مكتب الإعلام

تقارير

حرب غزة.. نقطة تحول في انهيار مشاريع إيران بالمنطقة

مناهضون

 

 

أظهرت حرب غزة الأخيرة أبعادًا جديدة للصراع الإقليمي، حيث تجاوزت آثارها الحدود الفلسطينية لتلقي بظلالها على توازن القوى في الشرق الأوسط، وبينما شهدت الحرب تصعيدًا إسرائيليًا ملحوظًا، كان الموقف الإيراني أقل حدة، ما كشف عن تصدع في مشروع إيران الإقليمي وأضعف من قدرة محور المقاومة على تقديم استجابة موحدة، هذه التطورات فتحت الباب أمام إعادة تقييم جدوى النفوذ الإيراني في المنطقة، لتبدو طهران أمام مفترق طرق حاسم بعد عقود من الهيمنة الإقليمية.

 

 

التراجع الإيراني في مواجهة التصعيد الإسرائيلي:

أظهرت الحرب تغيرًا لافتًا في الاستراتيجية الإيرانية، حيث امتنعت طهران عن الانخراط المباشر في الصراع أو تحريك وكلائها بقوة، ما أتاح لإسرائيل فرصة توجيه ضربات قاسية إلى حزب الله وتقليص الردع الإيراني.

 

هذه السلبية الإيرانية، التي تعارضت مع خطابها التقليدي الداعم للقضية الفلسطينية، أظهرت هشاشة موقفها في دعم حلفائها، وتركت النظام الإيراني في موقف ضعيف أمام تصاعد الضغوط الإسرائيلية.

 

وهذا التردد في التصعيد دفع العديد من المراقبين إلى التساؤل عن جدوى شبكة وكلاء إيران التي لطالما استثمرت فيها على مدار عقود، وعمق من الانقسامات داخل محور المقاومة، خاصة في ظل خطاب إيراني جديد ينأى بنفسه عن هذه القوى.

 

 

تفكك شبكة الوكلاء:

رغم ما تقدمه إيران من دعم لوكلائها في المنطقة، إلا أن حرب غزة كشفت انقطاعًا كبيرًا في التنسيق بين طهران وحلفائها، لا سيما حزب الله والحوثيين.

 

في الوقت الذي أعلنت فيه طهران أنها “لا تحتاج إلى قوى بالوكالة”، بدا واضحًا أن الضغوط الإسرائيلية والانتكاسات الأخيرة أجبرت إيران على إعادة النظر في مسؤولياتها تجاه هذه الشبكة.

 

هذا التراجع الإيراني ترك وكلاءها في حالة من الإحباط وخيبة الأمل، حيث بدأت بعض الفصائل تنأى بنفسها تدريجيًا عن طهران، ومع أن حزب الله والحوثيين أبدوا استعدادهم للتحرك وفق مفهوم وحدة الجبهات، فإن إيران لم تتمكن من تفعيل هذا المخطط على أرض الواقع.

 

 

كوريا الشمالية دور خفي في معادلة المقاومة:

وسط هذا التراجع الإيراني، كشفت تقارير عن دور كوريا الشمالية في دعم حزب الله من خلال بناء أنفاق تحت الأرض وتقديم تقنيات هندسية متطورة.

 

ووقعت شركة كورية شمالية صفقة بقيمة 13 مليون دولار مع حزب الله لتطوير نظام الأنفاق، بالإضافة إلى توفير مواد وتقنيات متقدمة.

 

كما أظهرت تقارير أخرى تورط كوريا الشمالية في تصدير صواريخ وأسلحة إلى الحوثيين، ما يعكس محاولات لتوسيع نفوذها رغم العقوبات الدولية.

 

 

الأولوية للبرنامج النووي:

في ظل الضغوط المتزايدة، يبدو أن إيران أعادت ترتيب أولوياتها، مقدمةً برنامجها النووي على الحفاظ على شبكة وكلائها، ووفقًا لمحللين فإن إدارة الرئيس الإيراني، تحت قيادة وزير الخارجية عباس عراقجي، تسعى إلى استئناف المفاوضات مع القوى الغربية، ما يعكس تحولًا في الاستراتيجية الإيرانية نحو التركيز على التحديات الداخلية بدلاً من تعزيز وجودها الإقليمي.

 

ومع ذلك، فإن هذا التحول قد يحمل تداعيات خطيرة، إذ يؤدي إلى فقدان طهران نفوذها في المنطقة مع تفكك شبكة وكلائها التي كانت تمثل إحدى أدوات قوتها الرئيسية، ومع تزايد عزلة إيران، يصبح مشروعها الإقليمي أكثر عرضة للانهيار.

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *