مناهضون
لطالما شكلت الأحواز مسرحًا لصراع تاريخي طويل بين الهوية العربية والاحتلال الإيراني الذي يسعى منذ عقود إلى طمس ملامح هذه الهوية وتغيير التركيبة السكانية والاقتصادية للمنطقة.
فالأحواز، الغنية بالموارد الطبيعية وخاصة النفط والغاز، كانت ولا تزال هدفًا استراتيجيًا لإيران، ما جعل سكانها العرب يتعرضون لاضطهاد ممنهج يشمل القمع السياسي، الاقتصادي، والثقافي، وهذه السياسات القمعية أثارت تساؤلات حول الدوافع الحقيقية وراء هذا الاضطهاد، مما يتطلب تحليلًا عميقًا للأبعاد التاريخية، الاقتصادية، والسياسية للصراع.
تاريخ النزاع
يعود جذور النزاع إلى عام 1925 عندما ضمّت إيران الأحواز بعد الإطاحة بحاكمه العربي الشيخ خزعل الكعبي، ومنذ ذلك الحين، أصبحت المنطقة هدفًا للسياسات الإيرانية الرامية إلى السيطرة الكاملة على ثرواتها، وفرض الطابع الفارسي على سكانها العرب من خلال منعهم من ممارسة حقوقهم الثقافية واللغوية، بالإضافة إلى عمليات التهجير القسري والتهميش المتعمد.
دوافع الاحتلال الإيراني للأحواز:
|◄الهيمنة الاقتصادية
تعد الأحواز واحدة من أغنى المناطق بالنفط والغاز في إيران، حيث تحتوي على ما يقارب 80% من موارد النفط الإيراني.
هذه الثروات جعلت من الأحواز هدفًا اقتصاديًا رئيسيًا لنظام طهران، الذي يسعى للاستفادة منها لتعزيز اقتصاده المتعثر.
ومع ذلك، فإن سكان المنطقة يعانون من الفقر والتهميش، حيث يتم استغلال ثروات البلاد دون تقديم أي فوائد تذكر للأهالي، مما يفاقم مشاعر الغضب والاستياء ضد الاحتلال.
|◄تغيير التركيبة السكانية
تعمل إيران منذ عقود على تنفيذ سياسات تهدف إلى تغيير التركيبة السكانية للأحواز من خلال استقدام المستوطنين الفرس وإعطائهم الأفضلية في العمل والمشاريع الاقتصادية، بينما يتم تهميش السكان العرب وتضييق فرصهم في الحياة الكريمة، هذه السياسات تسعى إلى تقليص نسبة العرب في الإقليم، وتفكيك الروابط الاجتماعية والثقافية التي تربطهم بالأرض.
|◄طمس الهوية الثقافية
يشكل طمس الهوية الثقافية للأحوازيين أحد أهم أدوات السيطرة الإيرانية، تُمنع اللغة العربية من التدريس في المدارس، كما يتم قمع أي محاولات لإحياء التراث العربي في المنطقة، وتهدف هذه السياسات إلى إذابة الثقافة العربية في إطار الثقافة الفارسية، مما يهدد وجود الهوية العربية للأجيال القادمة.
|◄القمع السياسي
الأحواز تشهد قمعًا سياسيًا شديدًا، حيث يتم استهداف النشطاء السياسيين والثقافيين بالاعتقال التعسفي، والمحاكمات الجائرة، وحتى الإعدام في بعض الحالات، فنظام الاحتلال الإيراني ينظر إلى أي محاولات لتشكيل حركة مقاومة أو المطالبة بالحقوق على أنها تهديد لأمن الدولة، مما يؤدي إلى التعامل العنيف مع الاحتجاجات السلمية.
|◄المقاومة الأحوازية
على الرغم من هذه السياسات القمعية، لم يستسلم الشعب الأحوازي، إذ شهدت المنطقة العديد من الانتفاضات على مدى العقود الماضية، كانت آخرها في الأعوام الأخيرة مع تصاعد الاحتجاجات الشعبية ضد النظام الإيراني، والمقاومة الأحوازية تتنوع بين الحركات السياسية التي تطالب بالاستقلال الكامل، وحركات المقاومة المسلحة التي تقوم بعمليات ضد البنية التحتية الإيرانية.