مناهضون
يواجه حزب الله في لبنان مستقبلاً غامضاً وسط تغيرات سياسية داخلية وإقليمية تهدد نفوذه التقليدي في البلاد، حيث تولي نواف سلام رئاسة الوزراء وطرح رؤيته لبناء “لبنان الجديد” يمثل تحدياً مباشراً لنفوذ الحزب، خاصة مع وعوده بإعادة بناء مؤسسات الدولة وإرساء سيادتها بعيداً عن سطوة الميليشيات، بينما يُظهر حزب الله ضعفاً متزايداً نتيجة التغيرات السياسية والاجتماعية، تلوح في الأفق فرص لحكومة سلام لتقليص نفوذ الحزب وإحداث تحولات جذرية في المشهد السياسي اللبناني.
التحديات أمام سلام:
في أول خطاب له كرئيس للوزراء، تعهد نواف سلام بالعمل على تنفيذ الإصلاحات وإعادة الإعمار، مشدداً على ضرورة تعزيز سيادة الدولة اللبنانية وتنفيذ اتفاق الطائف ووقف إطلاق النار مع إسرائيل.
كما أكد سلام التزامه بتحقيق العدالة في انفجار مرفأ بيروت، وهو ملف يمس بشكل مباشر مصالح حزب الله الذي سعى مراراً لعرقلة التحقيقات القضائية.
كما تعد خطوة القاضي طارق بيطار بإصدار اتهامات جديدة في قضية الانفجار تحدياً جديداً لنفوذ الحزب، خاصة مع إمكانية مساءلة قياداته أو حلفائه السياسيين، فإذا أظهر سلام دعماً لجهود بيطار، فقد يكون ذلك بداية مسار قانوني يقلص من قدرة الحزب على الإفلات من المساءلة.
الانقسامات الشيعية:
يعاني حزب الله من تراجع واضح في شعبيته داخل الطائفة الشيعية، التي بدأت تبحث عن بدائل سياسية بعد سنوات من التدهور الاقتصادي والضغوط الأمنية.
وخطوة سلام بتعيين شخصيات شيعية مستقلة في الحكومة يمكن أن تمثل نقلة نوعية، حيث تُظهر أن حزب الله وحركة أمل ليسا الخيار الوحيد لتمثيل الشيعة في لبنان، هذه الخطوة إن نجحت قد تسهم في كسر احتكار الحزب للتمثيل الشيعي، وتعزيز ثقة المجتمع الشيعي بالحكومة الجديدة.
ضغوط داخلية وخارجية على حزب الله:
تزايدت الإشارات إلى ضعف الحزب سياسياً، لا سيما بعد فشله في منع انتخاب جوزيف عون رئيساً للجمهورية، وخسارته لأغلبية حلفائه التقليديين، مثل التيار الوطني الحر بقيادة جبران باسيل.
كما أن الضغوط الإسرائيلية المستمرة على مواقعه العسكرية تزيد من استنزافه على المستوى الإقليمي.
وعلى الصعيد الدولي، تسعى المملكة العربية السعودية لإطلاق مرحلة جديدة من العلاقات مع لبنان، مع التأكيد على ضرورة تقليص نفوذ حزب الله في أي عملية إعادة إعمار مقبلة، هذه الضغوط إلى جانب عجز الحزب عن تحقيق وعوده بإعادة الإعمار والنفوذ السياسي، تُضعف من قبضته على المشهد اللبناني.
الانتخابات المقبلة:
مع اقتراب الانتخابات البرلمانية في مايو 2026، يُدرك حزب الله أن خسارة المزيد من حلفائه أو شعبيته داخل البرلمان قد تُعرضه لمزيد من العزلة السياسية.
وقد تكون الانتخابات المقبلة اختباراً فعلياً لمدى قدرة الحزب على استعادة نفوذه أو خسارته المزيد من المواقع لصالح القوى المعارضة وحكومة سلام.