مناهضون
يشهد إقليم الأحواز المحتل موجة جديدة من الاعتقالات التي طالت العشرات من المواطنين العرب والناشطين المدنيين، في ظل تصاعد مستمر للحملات الأمنية التي تستهدف بشكل رئيسي أبناء الطائفة السنية والنشطاء السياسيين، هذه الاعتقالات تأتي في وقت يشهد فيه الأحواز توترات متزايدة بسبب سياسات حكومة الاحتلال الإيراني التي تسعى إلى قمع الحركات الثقافية والسياسية المعارضة، وتركزت الحملة على مدن وقرى الأحواز، في خطوة جديدة من سلسلة الإجراءات التي تهدف إلى تخويف وترهيب المواطنين في المنطقة.
تفاصيل الاعتقالات في المحمرة:
في 2025، اعتقلت القوات الأمنية الإيرانية العشرات من الناشطين المدنيين وأهالي السنة في مدينة المحمرة، حيث تم توجيه تهم عديدة لهم، منها “الدعاية ضد النظام” و”الانتماء لجماعات معارضة”، ومن بين المعتقلين كان أمين مطوري (38 عاماً)، المعروف بلقب “أبو عسل”، والذي تم اعتقاله سابقاً في عام 2017 وقضى أربع سنوات في سجن الأحواز المركزي ثم عُوقب بالمنفى في خراسان الشمالية لمدة عامين.
كما تم اعتقال عدد من النشطاء مثل حسن غني (34 عاماً) وعباس نعامي (37 عاماً)، إلى جانب شخصيات أخرى بارزة في مجتمعاتهم.
وتعد هذه الحملة جزءاً من سياسة أوسع تشهدها المنطقة تستهدف الناشطين المدنيين والمجتمعات السنية، في محاولة للحد من تأثيرهم السياسي والاجتماعي.
وتجدر الإشارة إلى أن المناطق التي شهدت أكبر عمليات اعتقال هي “الجُديدة” و”المصلاوي” و”المحرزي”، ما يعكس توجيه النظام الأمني تركيزه نحو الأحياء ذات النشاط السياسي الملحوظ.
الحملات الأمنية في الفلاحية:
وفي سياق مشابه، شهدت مدينة الفلاحية موجة اعتقالات جديدة طالت العشرات من المواطنين والنشطاء المدنيين.
فقد تم اعتقال محمد شاوردي (28 عاماً) وإبراهيم شاوردي (36 عاماً) من قرية الخنافرة، فضلاً عن اعتقال حسين شليباوي (53 عاماً) من قرية التوبجية في 14 يناير 2025.
هذه الاعتقالات كانت جزءاً من حملات مكثفة شنتها القوات الأمنية الإيرانية في العديد من مدن الأحواز بحجة الحفاظ على الأمن القومي.
وقد ربطت سلطات الاحتلال الإيراني المعتقلين بشبكات تجسس مزعومة لصالح دول خليجية، وهو اتهام يستخدمه النظام بشكل متكرر لتبرير ممارساته القمعية تجاه أي معارضة سياسية أو ثقافية.
الاعتقالات الأخيرة لشخصيات ثقافية:
من جهة أخرى، تم نقل كل من مصطفى هليچي ورضا حزباوي، ناشطين ثقافيين بارزين، إلى سجن شيبان في الأحواز العاصمة بعد احتجازهما في مراكز أمنية متخصصة لمدة تزيد عن شهر.
مصطفى هليچي (نجل جمال) ورضا حزباوي (36 عاماً) تعرضا خلال فترة احتجازهما لأبشع أنواع التعذيب الجسدي والنفسي.
ومصطفى اعتقل بسبب تواصله مع ناشطين سياسيين خارج البلاد، بينما اعتقل رضا حزباوي بسبب نشاطه الأدبي والاجتماعي.
هذه الاعتقالات جاءت في وقت حساس بالنسبة لحرية التعبير في الأحواز، حيث تتعرض العديد من الأصوات الثقافية والفكرية للتهديد.