مناهضون
في خطوة لافتة وسط التوترات المتزايدة حول برنامجها النووي، أبدت إيران استعدادها للتفاوض على اتفاق نووي جديد مع الولايات المتحدة، في إشارة ضمنية إلى إمكانية التعامل مع إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب حال عودته إلى البيت الأبيض.
فالتحرك الإيراني، الذي جرى نقله عبر وسطاء أوروبيين، يعكس تغيرًا في استراتيجيتها النووية، مع تلميحات لإمكانية تقديم تنازلات بشأن ملفها النووي.
تفاصيل الاجتماع في جنيف:
وفقًا لتقرير نشره موقع “أكسيوس” الأميركي، عقد دبلوماسيون رفيعو المستوى من فرنسا وألمانيا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي اجتماعًا مع ممثلي الحكومة الإيرانية في جنيف قبل عشرة أيام.
وأفاد التقرير أن الجانب الإيراني أبلغ نظراءه الأوروبيين عن سعيه لإحياء المفاوضات بهدف التوصل إلى اتفاق نووي جديد، يختلف عن الاتفاق النووي لعام 2015 المعروف بـ”خطة العمل الشاملة المشتركة”، والذي انسحب منه ترامب عام 2018 خلال ولايته الأولى.
وأوضحت المصادر الأوروبية أن الإيرانيين طلبوا إيصال رسالة إلى واشنطن تفيد بانتظارهم أي خطة أو اقتراح أميركي.
ومع ذلك، رد الدبلوماسيون الأوروبيون بأن على إيران تقديم عرض يتضمن تنازلات جوهرية بشأن برنامجها النووي.
رسائل سياسية بين السطور:
تزامن الاجتماع مع عودة التوقعات بإمكانية تولي ترامب رئاسة ثانية في الولايات المتحدة، وهو ما قد يفسر استعداد إيران لاستكشاف خيارات جديدة.
ومن الواضح أن طهران، التي واجهت سياسة “الضغط الأقصى” خلال عهد ترامب، تسعى الآن لتحييد المخاطر المحتملة في حال إعادة فرض العقوبات القاسية أو توجيه ضربات دبلوماسية وسياسية جديدة ضدها.
ترامب وموقفه من إيران:
يعرف ترامب بموقفه المتشدد تجاه إيران، حيث وصف برنامجها النووي بأنه تهديد يقود العالم نحو “كارثة”، وأعلن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي عام 2018 باعتباره “اتفاقًا كارثيًا”.
وقد أشارت عدة تصريحات لترامب خلال السنوات الماضية إلى أن أي اتفاق جديد مع إيران يجب أن يكون أكثر صرامة وشمولية، يتناول أنشطتها النووية والصاروخية ودورها الإقليمي.
توتر ممتد مع إدارة ترامب:
خلال ولايته الأولى، فرض ترامب عقوبات اقتصادية قاسية على إيران استهدفت شل اقتصادها ووقف طموحاتها النووية.
ومع انسحابه من الاتفاق النووي، تصاعدت حدة التوتر بين الطرفين، ما أدى إلى عدة مواجهات، منها اغتيال قاسم سليماني وتصعيد التهديدات المتبادلة، لذلك يبدو أن إيران تتحسب لإمكانية عودة هذه السياسة في حال فوز ترامب بالانتخابات المقبلة.
التداعيات المحتملة:
الاقتراح الإيراني باستئناف المفاوضات قد يفتح نافذة جديدة أمام الدبلوماسية النووية، لكنه يضع تحديات أمام الإدارة الأميركية الحالية وأي إدارة مستقبلية. فإدارة الرئيس جو بايدن، التي تحاول حاليًا التوصل إلى تهدئة مع إيران عبر تخفيف محدود للعقوبات، قد تجد نفسها مضطرة لإعادة تقييم موقفها.
في المقابل، إذا عاد ترامب للسلطة، فإن فرص إحياء اتفاق نووي جديد ستكون مرهونة برؤية الطرفين لتقديم تنازلات متبادلة.