مناهضون

حركة رواد النهضة لتحرير الأحواز

مكتب الإعلام

تقارير

بفعل فاعل.. كيف يطبق التلوث على أنفاس الأحوازيين بسبب سياسات المحتل؟

مناهضون

 

 

يعيش الشعب الأحوازي مأساة بيئية تتفاقم يومًا بعد يوم بفعل سياسات الاحتلال الإيراني، حيث تحولت مدن الأحواز، ذات الطبيعة الغنية بالمياه والزراعة، إلى بؤر للتلوث الممنهج الذي يكاد يُطبق على أنفاس أهلها، هذه السياسات لا تُعد عشوائية أو نتاج إهمالٍ فحسب، بل يبدو أنها جزء من استراتيجية متعمدة لطمس هوية المنطقة وإرهاق سكانها الذين يعانون من تهميش اقتصادي واجتماعي ممنهج.

 

 

تحويل مسار الأنهار وتجفيف منابع الحياة:

أحد أبرز أسباب التلوث في الأحواز هو تحويل مسار الأنهار، وعلى رأسها نهر كارون، يعد هذا النهر شريان الحياة في الأحواز، لكن الاحتلال الإيراني حول مياهه إلى مدن إيرانية أخرى، مما أدى إلى انخفاض منسوبه بشكل كارثي، هذا التحويل لم يتسبب فقط في نقص المياه للأحوازيين، بل أسفر عن تعرض قاع النهر للجفاف وانتشار الأتربة والغبار، ما أدى إلى عواصف ترابية متكررة تملأ الهواء بجسيمات ملوثة.

 

 

المصانع والمنشآت الملوثة:

قامت سلطات الاحتلال الإيراني بإنشاء العديد من المصانع الثقيلة والمنشآت النفطية والبتروكيماوية في المنطقة دون أي اعتبار للمعايير البيئية، هذه المصانع تفرز كميات هائلة من الغازات السامة التي لا تقتصر آثارها على تلوث الهواء، بل تسهم أيضًا في تدمير الأراضي الزراعية وصحة السكان.

 

 

حرق قصب السكر وانتشار السحب السامة:

من السياسات المدمرة الأخرى التي يعتمدها الاحتلال الإيراني هو حرق مساحات شاسعة من قصب السكر، وهو محصول استراتيجي في المنطقة، تؤدي هذه العمليات إلى تصاعد سحب سامة من الدخان، تغطي سماء المدن الأحوازية، مسببة مشاكل تنفسية وأمراضًا مزمنة للسكان، خصوصًا الأطفال وكبار السن.

 

 

الحرمان من مياه الشرب النقية:

نتيجة السياسات الممنهجة لتحويل الأنهار وتجفيف المناطق، تعتمد الأحواز بشكل كبير على المياه المالحة والملوثة، مما يزيد من معاناة السكان الصحية.

وبدلاً من معالجة المياه وتحسين جودتها، تفرض السلطات تكاليف مرتفعة على المياه النقية، مما يحرم الفقراء من الحصول عليها.

 

 

العواصف الرملية والممارسات الزراعية القسرية:

تفاقم أزمة التصحر والعواصف الرملية بسبب تجفيف الأراضي الزراعية وتدمير البنية البيئية، هذه العواصف تنقل جزيئات سامة إلى الأجواء، تزيد من تلوث الهواء وتجعل التنفس معاناة يومية.

 

 

الأثر البيئي والصحي:

تسببت هذه السياسات في ارتفاع معدلات الإصابة بأمراض التنفس المزمنة مثل الربو والالتهاب الرئوي، بالإضافة إلى زيادة حالات السرطان.

كما أن تلوث المياه والهواء يهدد الأمن الغذائي والصحي للسكان، ما يضعهم أمام أزمة إنسانية متفاقمة.

 

 

رسالة إلى المجتمع الدولي:

إن ما يتعرض له الأحوازيون من تدمير بيئي ليس مجرد انتهاك لحقوق الإنسان، بل هو جريمة بيئية ينبغي على المجتمع الدولي التصدي لها، ويتطلب الأمر تحركًا عاجلًا للضغط على السلطات الإيرانية لوقف هذه السياسات المدمرة وتقديم المساعدات الإنسانية للأحوازيين لمواجهة الكوارث البيئية التي تعصف بهم.

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *