مناهضون

حركة رواد النهضة لتحرير الأحواز

مكتب الإعلام

تقارير

هل اقترب حلم تحقيق الدولة الأحوازية؟

مناهضون

 

تشهد الساحة السياسية في الشرق الأوسط تطورات متسارعة قد تؤثر بشكل حاسم على مصير العديد من القضايا الإقليمية، من بينها قضية الأحواز.

فبينما يواجه النظام الإيراني تحديات داخلية وخارجية غير مسبوقة، تزداد الآمال في إمكانية تحقيق استقلال الأحواز وتأسيس دولة أحوازية.

 

 

تراجع النفوذ الإيراني في المنطقة: بداية التحول

أشارت الإعلامية والمحللة السياسية اللبنانية ماريا معلوف إلى تراجع النفوذ الإيراني في المنطقة في السنوات الأخيرة.

فقد اعتمدت إيران لسنوات طويلة على استراتيجية “تصدير الثورة” من خلال دعم ميليشياتها في عدة دول مثل العراق وسوريا ولبنان واليمن.

ولكن مع تدهور الوضع الاقتصادي في لبنان، والأزمات التي يواجهها حزب الله، وكذلك بداية تقليص دور إيران في الملف السوري، تبدو إيران في موقف صعب هذا التراجع يخلق بيئة مواتية لتنامي حركة الاستقلال الأحوازية، لكن هناك عوامل معقدة تحول دون تحقيق هذا الهدف.

 

 

الأزمات الداخلية تضع النظام الإيراني في مأزق:

لا تقتصر الضغوط على إيران على المستوى الإقليمي فقط، بل تشمل تحديات داخلية جسيمة.

فالنظام الإيراني يواجه احتجاجات شعبية متزايدة من قبل مختلف شرائح المجتمع، سواء من العمال أو الطلاب أو الأقليات العرقية.

ومع استمرار العزلة الدولية نتيجة للعقوبات الاقتصادية المفروضة على طهران، يصبح النظام في مأزق أكبر.

وتشير معلوف إلى أن هذه الاحتجاجات تأتي في وقت حساس، حيث تزداد الانقسامات داخل النظام، لا سيما بين المؤسسة الدينية والحرس الثوري، مما يعمق من حالة الفوضى.

 

 

الأحواز حلم الاستقلال في ظل النظام القمعي:

في هذا السياق، تبقى قضية الأحواز واحدة من القضايا المفتوحة والتي تحتاج إلى دعم دولي وإقليمي لكي تتحقق.

فالأحواز التي تمتلك ثروات نفطية هائلة، لم تحصل على حق تقرير مصيرها، بل تم قمع مطالباتها بالاستقلال بشدة من قبل إيران.

ومع ذلك، فإن تراجع النفوذ الإيراني في المنطقة، والضغوط الداخلية التي يتعرض لها النظام، يفتحان المجال أمام القوى الأحوازية للمطالبة بحقوقهم.

كما ترى معلوف، فإن أي تحرك نحو استقلال الأحواز سيتوقف على سقوط النظام الإيراني أو الحصول على دعم دولي قوي يغير الواقع.

فيما يرى الدكتور محمد خيري الباحث السياسي، إنه في فترات لاحقه قد يحصل الأحوازيون على استقلالهم وإقامة دولة أحوازية خاصة أن كثير من الأحوازيين بشكل عام يتحدثون اللغة العربية ويحاولون التنصل من المقومات التي فرضتها عليهم الدولة الإيرانية بالإضافة إلى ذلك فهم يعانون من تهميش كبير في الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية وبالتالي هذا ممكن يسلط الضوء على معاناتهم الكبيرة.

 

 

التحديات المقبلة أمام الدولة الأحوازية:

إذا كانت التحديات الداخلية التي يواجهها النظام الإيراني تشير إلى إمكانيات حدوث تحولات كبيرة، فإن القضية الأحوازية تظل مرتبطة بعدة عوامل رئيسية.

وأهم هذه العوامل هو تدهور الأوضاع داخل إيران، لأن كلما ضعفت السلطة في طهران، تزداد فرص الحركات الاستقلالية.

ولكن حتى الآن، لا تزال هذه العوامل غير مكتملة، مما يجعل إعلان الدولة الأحوازية في المدى القريب أمرًا غير مرجح، لكن مع توافر الظروف الملائمة، قد يكون ذلك خيارًا ممكنًا على المدى البعيد.

 

 

فرص الأحوازيين في الحصول على حقوقهم:

وتحقيق حلم إقامة دولة أحوازية لا يزال مرتبطًا بعدد من المعوقات، فإلى جانب القمع الداخلي والتجاهل الدولي، هناك أيضًا صعوبة كبيرة في تشكيل وحدة بين كافة الأطراف الأحوازية.

إضافة إلى ذلك، لا يمكن أن تتحقق هذه الحقوق إلا في حال حدوث تغييرات جذرية في طهران أو في حال توافر دعم قوي من القوى الدولية والإقليمية.

 

 

هل تتغير المعادلة؟

مع استمرار التظاهرات ضد النظام الإيراني، وتزايد الضغوط الاقتصادية، يبقى المستقبل مفتوحًا على احتمالات عديدة، ووسط هذه التحولات يبقى حلم الأحوازيين في بناء دولتهم قائمًا، لكن يحتاج إلى تحقيق تحول جذري في الأوضاع الإقليمية والدولية لتحقيقه.

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *