مناهضون

حركة رواد النهضة لتحرير الأحواز

مكتب الإعلام

بحوث ودراسات

كتائب سيد الشهداء.. أذرع إيرانية مسمومة في العراق

مناهضون

 

 

تُعد كتائب سيد الشهداء واحدة من أبرز الفصائل المسلحة التي أسستها إيران في العراق كجزء من استراتيجيتها لتعزيز نفوذها الإقليمي، ولعبت دورًا رئيسيًا في تكريس الهيمنة الإيرانية داخل العراق وعلى مستوى المنطقة، حيث تأسست هذه الجماعة المسلحة في عام 2013 كجزء من الحشد الشعبي، وتعمل في الواقع تحت إشراف وتوجيه مباشر من الحرس الثوري الإيراني.

 

ومن خلال دعم طهران المتواصل، أصبحت الكتائب أحد الأدوات العسكرية المهمة في يد النظام الإيراني لتنفيذ أجنداته السياسية والعسكرية، سواء في العراق أو في سوريا، ما جعلها جزءًا لا يتجزأ من مشروع إيراني أوسع في المنطقة.

 

وتُمثل هذه الكتائب واحدة من أذرع إيران المسلحة التي لا تقتصر أهدافها على محاربة الأعداء العسكريين فحسب، بل تمتد إلى فرض سيطرة سياسية وثقافية على الأرض في العراق وسوريا، ولا تزال الفصائل المسلحة المدعومة من إيران تمثل تهديدًا كبيرًا لاستقرار دول المنطقة، لا سيما في ظل استمرار دعم طهران لهذه الكتائب في تنفيذ سياسات تخدم أجندتها الإقليمية.

 

 

 

النشأة:

تأسست كتائب سيد الشهداء في عام 2013، في بداية الأزمة السورية التي شهدت تدخلاً عسكريًا من إيران لدعم نظام بشار الأسد.

ومن خلال الحرس الثوري الإيراني، تم تشكيل هذه الكتائب التي ضمت مقاتلين شيعة من العراق، ودُعمت لقتال المعارضة السورية.

ومنذ نشأتها، عملت الكتائب على التوسع في مناطق النزاع السورية، حيث أرسلت إيران مقاتلين متمرسين لتنفيذ عمليات عسكرية مع ميليشيات أخرى مدعومة من إيران.

 

بالتزامن مع مشاركتها في النزاع السوري، بدأت الكتائب تعمل في العراق تحت مظلة الحشد الشعبي، وهي مجموعة من الفصائل المسلحة التي تم تشكيلها في عام 2014 لمحاربة تنظيم “داعش” الإرهابي.

 

وبالاستفادة من الصراع ضد داعش، استطاعت الكتائب أن توسع وجودها في العراق وتستخدم الحرب كغطاء لتحقيق أهداف استراتيجية طويلة الأمد لطهران.

 

وقد تم تأسيس هذه الكتائب لتكون أداة ميدانية مباشرة لتنفيذ الأوامر الإيرانية، ما جعلها إحدى المجموعات العسكرية البارزة التي تحظى بدعمٍ عسكري ومالي مباشر من الحرس الثوري الإيراني، وعليه أصبحت هذه الجماعة جزءًا من شبكة أكبر تضم العديد من الفصائل الموالية لإيران، والتي تتبع جميعها رؤية واحدة تتمثل في بسط النفوذ الإيراني عبر الأذرع المسلحة.

 

 

الأهداف:

تتبنى كتائب سيد الشهداء الأيديولوجية الشيعية المتطرفة التي تتماشى مع الفكر السياسي الإيراني المتمثل في “ولاية الفقيه”، وتهدف هذه الجماعة إلى فرض السيطرة الإيرانية على العراق وسوريا من خلال تقوية الجبهة الشيعية في وجه الخصوم المحليين والإقليميين.

 

الأهداف الرئيسية التي تسعى الكتائب إلى تحقيقها تشمل:

– دعم وتوسيع النفوذ الإيراني في العراق: حيث تعتبر الكتائب نفسها الحامية لما يعتقدونه المقدسات الشيعية وتدعي أنها جزء من دفاع إيران عن المشروع الشيعي في المنطقة.

– القتال ضد الأعداء الإقليميين: مثل المملكة العربية السعودية، والولايات المتحدة، وإسرائيل، إذ تعتبر الكتائب أن هذه الأطراف تمثل تهديدًا لاستقرار المنطقة وللنفوذ الإيراني.

– تعزيز الوجود العسكري في سوريا: حيث تعد الكتائب جزءًا لا يتجزأ من العمليات العسكرية الإيرانية لدعم النظام السوري، وهو ما يتماشى مع طموحات إيران في الحفاظ على سيطرتها في المنطقة.

– محاربة الحركات السنية والمناهضة لإيران: مثل تنظيم داعش والفصائل المعارضة في سوريا والعراق، حيث تحارب الكتائب هذه الجماعات تحت مبرر الدفاع عن مصالح الشيعة والمقدسات الشيعية.

وعلى الرغم من أنها تشارك في الحروب ضد داعش والجماعات الإرهابية، إلا أن بعض التقارير تشير إلى أن الكتائب تستخدم تلك الحروب لتوسيع سيطرتها ونفوذها في العراق وسوريا لصالح إيران.

 

 

الدور العسكري في العراق وسوريا:

إن الدور الذي تلعبه كتائب سيد الشهداء في العراق وسوريا لا يمكن فهمه بمعزل عن سياسات إيران الإقليمية، فبالنسبة لطهران، تمثل هذه الكتائب عنصرًا أساسيًا في بسط نفوذها العسكري في المنطقتين.

وفي العراق: في السنوات الأولى من تأسيسها، كانت الكتائب تشارك في المعارك ضد تنظيم داعش في العراق، حيث حظيت بدعم حكومي في إطار الحشد الشعبي.

وعلى الرغم من أن مشاركتها في محاربة الإرهاب كانت تندرج ضمن التزاماتها تجاه الحكومة العراقية، فإن وجودها الطويل في مناطق مثل الموصل وصلاح الدين والأنبار جعلها محط جدل. فقد اتهمت الكتائب بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان، بما في ذلك قمع السكان المدنيين، والقيام بعمليات انتقامية ضد السنة، بما في ذلك القتل والتشريد.

وفي سوريا: بالنسبة لسوريا، كانت الكتائب تلعب دورًا رئيسيًا في دعم قوات الأسد ضد المعارضة السورية المسلحة، حيث نشطت بشكل مكثف في المناطق الجنوبية والغربية من سوريا.

 

وكانت الكتائب تشارك في العديد من المعارك الميدانية، بما في ذلك معركة حلب، التي كانت أحد أبرز المواقع الاستراتيجية التي سيطرت عليها القوات الموالية لإيران.

كما كانت كتائب سيد الشهداء جزءًا من القوى التي تساند جهود إيران لتوطيد وجودها في سوريا، حيث استخدمت الميليشيا هذا التواجد العسكري لتوسيع نفوذ طهران، لا سيما في المناطق التي شهدت تغيرات جيوسياسية حاسمة.

 

 

التمويل والدعم الإيراني:

تحصل كتائب سيد الشهداء على تمويلها بشكل رئيسي من إيران عبر الحرس الثوري، وهو ما يسمح لها بتطوير قدراتها العسكرية والبقاء على الأرض رغم التحديات.

 

كما تحصل على أسلحة متطورة، مثل الصواريخ قصيرة المدى والطائرات المسيرة، التي توفرها طهران لهذه الجماعة لتمكينها من تنفيذ عمليات عسكرية في مناطق التوتر.

 

بالإضافة إلى الدعم المالي والعسكري، تستفيد الكتائب من شبكة واسعة من المصادر الاقتصادية غير الرسمية التي تتيح لها تمويل عملياتها.

 

وهذا يشمل تحكمها في معابر حدودية، والجماعات المحلية التي تفرض عليها إتاوات مالية، بالإضافة إلى تورطها في الأنشطة الاقتصادية غير المشروعة في العراق وسوريا.

 

 

التحديات والانتقادات:

تواجه كتائب سيد الشهداء العديد من التحديات على المستويين الداخلي والخارجي، مع استمرار تعقيد الوضع في العراق وسوريا.

– الضغوط الشعبية: في العراق، يزداد الضغط الشعبي ضد الميليشيات المدعومة من إيران بسبب انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبتها هذه الجماعات، وكذلك بسبب الهيمنة الإيرانية المتزايدة على البلاد.

– الضغط الدولي: تعرضت الكتائب لانتقادات واسعة من الدول الغربية، خاصة الولايات المتحدة، التي فرضت عقوبات على العديد من قادتها، وتعتبر هذه الدول أن الكتائب تمثل تهديدًا للأمن الإقليمي والدولي، وأن أنشطتها تزعزع استقرار العراق وسوريا.

– الانقسامات الداخلية: لا يقتصر التوتر على العلاقة مع القوى الدولية؛ بل تمتد أيضًا إلى صراعات داخلية بين الميليشيات التابعة لإيران في العراق، حيث تتنافس هذه الجماعات على النفوذ والموارد.

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *